مرة أخرى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بإنزكان ترفض استقبال شخص في وضعية نفسية حرجة ينحدر من مدينة الوطية إقليم طانطان
منذ ساعات الصباح الأولى، تتواجد فعاليات حقوقية بساحة مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بإنزكان، في محاولة لإيجاد حل إنساني لشاب في وضعية نفسية حرجة ينحدر من مدينة الوطية، إقليم طانطان، جهة كلميم واد نون، بعد أن تم رفض استقباله بالمستشفى رغم خطورة حالته الصحية.
الشاب، الذي سبق أن خضع للعلاج بنفس المستشفى سنة 2021 وتماثل للشفاء حينها، عاد خلال الأشهر الأخيرة إلى دوامة الإدمان، مما تسبب في انتكاسة صحية خطيرة جعلته يُشكل تهديداً لنفسه ولمن حوله. ورغم وصف الطبيب المعالج للعلاج الدوائي، إلا أن قرار الإيواء تحت الرعاية الطبية تم رفضه، في خطوة أثارت استغراب واستياء مرافقيه وفعاليات حقوقية حاضرة بعين المكان.
وكانت أسرة الشاب قد حاولت في وقت سابق إدخاله إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بمدينة العيون، إلا أن طلبها قوبل بالرفض أيضاً، ما يطرح تساؤلات جدية حول معايير الاستشفاء في مثل هذه الحالات، ومدى التفاعل مع الحالات المستعجلة التي تهم السلامة الجسدية والنفسية للمواطنين.
وفي هذا السياق، صرح نورالدين اشطم، منسق الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، الحاصلة على الصفة الاستشارية لدى الأمم المتحدة، قائلاً:
ما نعيشه اليوم بساحة المستشفى هو مأساة إنسانية حقيقية. نحن أمام شاب في وضعية صحية ونفسية حرجة، لا يطالب بأكثر من حقه في العلاج والرعاية. الوضع يستوجب تدخلاً عاجلاً من الجهات المختصة، خاصة وأن والدته تقيم خارج أرض الوطن وتعيش وضعاً مادياً هشاً لا يسمح لها بمتابعة حالته أو تأمين بدائل خاصة.”
وأضاف المتحدث أن الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تتابع عن كثب هذا الملف، وستقوم بمراسلة وزارة الصحة والمؤسسات المختصة، داعياً إلى احترام الحق في الصحة المكفول بموجب الدستور المغربي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وختم الفاعل الحقوقي نورالدين اشطم تصريحه بالتأكيد على أن هذا الشاب يبقى عالقاً بين أبواب المستشفيات المغلقة، في ظل غياب حلول بديلة ومراكز خاصة تستوعب مثل هذه الحالات، ما يستدعي دق ناقوس الخطر حول واقع الصحة النفسية بالمغرب، وضرورة مراجعة سياسات الإيواء والرعاية الخاصة بالمواطنين في وضعيات هشاشة.
وأشار اشطم إلى أن جهة كلميم واد نون، التي ينحدر منها الشاب، تفتقر بشكل كامل إلى مستشفى متخصص في الأمراض النفسية والعقلية، ما يعمق من معاناة المرضى وذويهم.