الاتحاد الاشتراكي : من حزب عتيد إلى ظل باهت في المشهد السياسي المغربي

Imou Media22 مايو 2025
الاتحاد الاشتراكي : من حزب عتيد إلى ظل باهت في المشهد السياسي المغربي

الاتحاد الاشتراكي : من حزب عتيد إلى ظل باهت في المشهد السياسي المغربي

في زمن مضى، كان اسم “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” يحمل وزنًا سياسيًا وثقافيًا كبيرًا وكان من بين ابرز أعمدة الحياة السياسية في المغرب، حزبًا عُرف بنضاله التاريخي، ورجالاته الذين طبعوا الحياة السياسية والفكرية في البلاد لعدة عقود . وكان رمزًا للنضال، ومرادفًا للمعارضة القوية، وصوتًا صادقًا لفئات واسعة من الشعب. أما اليوم، فلم يبقَ من ذلك الإرث إلا الاسم. الحزب الذي أنجب قادة كبارًا وصنع محطات سياسية حاسمة، أصبح مجرد رقم باهت في المشهد الحزبي، فاقدًا للمصداقية، بعيدًا عن هموم الناس، وعاجزًا عن اتخاذ مواقف تليق بتاريخه.

يبدو ان هذا التراجع لم يأتِ فجأة، بل هو نتيجة مسار طويل من التحولات الداخلية، وانفصال القاعدة الجماهيرية عنه، وتراجعه عن مبادئه التاريخية، فضلًا عن أداء باهت في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.

فقدان المصداقية والانفصال عن الشارع

القاعدة الشعبية التي كانت تلتف حول الحزب في السبعينيات والثمانينيات، لم تعد ترى فيه حاملًا حقيقيًا لهمومها أو تعبيرًا صادقًا عن طموحاتها. كثيرون يعتبرون أن الحزب تخلى عن خطه النضالي عندما دخل في تسويات سياسية أضعفته وأفرغته من محتواه. ومع مرور الوقت، أصبح الاتحاد الاشتراكي مجرد مشارك ثانوي في اللعبة السياسية، يفتقد لمبادرة حقيقية أو موقف جريء يميّزه.

ملتمس الرقابة: مجرد مثال لا الحصر فهو سقطة سياسية جديدة

أحدث فصول هذا التراجع تمثل في موقف الحزب من ملتمس الرقابة الأخير الذي قدمه جزء من المعارضة في البرلمان المغربي ضد الحكومة. عوض أن يكون الاتحاد الاشتراكي في طليعة الداعمين لهذا الملتمس، بالنظر إلى التدهور الاجتماعي والاقتصادي الذي تعرفه البلاد، اختار موقفًا باهتًا زاد من غضب قواعده القليلة المتبقية، وكرّس صورته كحزب فقد القدرة على الفعل السياسي الجاد.

فهل كان الحزب يسعى لعدم إغضاب جهات معينة؟ أم أنه ببساطة فقد البوصلة ولم يعد قادرًا على التفاعل مع نبض الشارع؟

خاتمة: الحاجة إلى مراجعة جذرية

إن ما يمر به الاتحاد الاشتراكي اليوم ليس مجرد أزمة ظرفية، بل هو انعكاس لأزمة هوية وشرعية سياسية أعمق. وإن لم يقم بمراجعة شاملة لأدبياته، خطابه السياسي، وآليات اشتغاله، فسيظل يتآكل تدريجيًا إلى أن يتحول إلى مجرد ذكرى في كتب التاريخ السياسي المغربي .

ن : عمر مرية بالكوجا

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.