أكادير : تصريح صادم لنائبة رئيس المجلس البلدي المكلفة بالثقافة !؟
–‘السيدة زهراء المنشودي،
بعد التصريح الصادم الذي نُسب إليكم، والذي ينم عن استهتار صارخ بإرادة المواطنين ومشاعرهم، وجب التوقف عند مغزى كلماتكم التي تتنافى مع أبسط قيم المسؤولية والخدمة العمومية. فالقول “من لم يعجبه الحال فليرحل من أكادير إلى مدن أخرى أو دول أخرى” ليس مجرد زلة لسان، بل هو تعبير صريح عن عقلية استعلائية تنكر حق الناس في النقد والمطالبة بحقوقهم، وتتعامل مع المدينة وكأنها إقطاعية شخصية!
أين المسؤولية في تصريحكم؟
1. التهرب من النقد البنّاء: بدل أن تفتحوا أبواب الحوار للاستماع إلى مطالب السكان، تختارون التهديد والاستفزاز. هل هذه هي ثقافة “الاختلاف” التي تدّعون تمثيلها؟ أم أن “الثقافة” في قاموسكم تعني إسكات الأصوات وتكميم الأفواه؟
2. الاستهانة بمعاناة المواطنين: التلميح إلى أن المجلس سيتكفل بمصاريف “هجرة” المعارضين سخرية غير مقبولة، خاصة في ظل تراكم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها المدينة. هل هذه هي لغة المسؤول الذي يفترض أن يكون خادماً للصالح العام؟
سؤال الهوية والشرعية:
عندما تُسائلون المواطنين في انتمائهم لأكادير، نسألكم بالمقابل: ما هي إسهاماتكم الحقيقية في الثقافة غير استنساخ أنشطة موسمية (بوجلود، تيميتار، إيض الناير…) تُدار بأموال عمومية دون رؤية استراتيجية؟ أين المشاريع الثقافية المستدامة؟ أين دعم المبدعين المحليين؟ أين الخطط التي تُخرج الثقافة من دائرة “الفولكلور” إلى آفاق المعرفة والإبداع؟
المشاريع المزعومة والأرقام تتحدث:
تتغنون بإنجازات تفتقدون فيها إلى الشرعية، فمعظم المشاريع التي تتباهون بها موروثة من ولايات سابقة ، ولم تُضيفوا إليها سوى البهرجة الإعلامية. فلو كانت لكم رؤية مستقلة، لكانت أكادير شهدت تحولاً ثقافياً حقيقياً يُحسب لكم، لا أن تُدار بأموال دافعي الضرائب وكأنها “كرنفال دائم”!
—ختاماً :
المواطنون ليسوا “ضيوفاً” في مدينتهم ليُطلب منهم الرحيل، بل هم أصحاب الحق الأول في محاسبة من يتولى شؤونهم. والثقافة ليست “أغاني وأهازيج” بل هي وعي نقدي وبناء. نطالبكم بـ:
– الاعتذار العلني عن تصريحكم المُهين.
– تقديم تقرير واضح عن منجزات مصلحة الثقافة خلال ولايتكم.
– الخضوع للمحاسبة الشعبية عبر جلسات مساءلة مفتوحة.
وإن كنتم غير قادرين على تحمل عبء النقد، فربما يكون الرحيل خياراً مناسباً لكم، لا للمواطنين الذين دافعوا عن أكادير قبل أن تُدار بأسلوب الـ”أمر الواقع”!