تيكليت أرض أيت بوهو بين مطرقة التهميش وسندان الصراعات السياسية العقيمة
ن : عمر مرية بالكوجا
في قلب جهة كلميم واد نون، تقبع منطقة تكليت، الحاضنة التاريخية لقبيلة أيت بوهو، القبيلة المناضلة التي سطرت ملاحم بطولية في مواجهة المستعمر، ووقفت شامخة دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة. لكنها اليوم، بكل ما تحمله من تاريخ نضالي، تجد نفسها ضحية للتهميش الممنهج والصراعات السياسية العقيمة التي أنهكت المنطقة وأخرتها عن ركب التنمية.
رغم أن تيكليت تزخر بمؤهلات طبيعية وبشرية كبيرة، فإنها ما تزال عنوانا للإقصاء واللامبالاة. طرق مهترئة، بنية تحتية غائبة، شباب عاطل عن العمل، وأسر تصارع يومياً من أجل أبسط ضروريات العيش الكريم. والمثير للأسف، أن المنتخبين والمسؤولين المحليين غارقون في معارك سياسية وهمية، لتصفية حسابات شخصية ضيقة، بدل التركيز على خدمة المواطن وتنمية المنطقة.
صراعات سياسية والمواطن هو الخاسر الأكبر
تحولت المجالس المنتخبة بتكليت إلى ساحات صراع تتبادل فيها الأطراف السياسية الاتهامات، وتتناحر حول قضايا لا تمت بصلة لمصلحة المواطن. كل ذلك على حساب تعطيل المشاريع التنموية، وغياب الرؤية المستقبلية الواضحة، لتظل المنطقة رهينة للفوضى السياسية، في وقت يحتاج فيه أبناء قبيلة أيت بوهو إلى تنمية حقيقية تعيد الاعتبار لنضالات أجدادهم وتضحياتهم.
ساكنة تيكليت صبر بلغ مداه
أبناء أيت بوهو وأهالي تكليت عموماً لم يعودوا يطلبون المستحيل، بل فقط حقهم المشروع والدستوري في العيش الكريم، وفي الحصول على تعليم جيد، وخدمات صحية لائقة، وبنية تحتية تحفظ كرامتهم، وفرص عمل لشبابهم الطموح.
لقد سئمت الساكنة من الشعارات الانتخابية الفارغة ومن الخطابات الموسمية التي لم تعد تقنع أحداً، ولم تعد تطعم جائعاً، ولا تبني مدرسة، ولا تشق طريقاً، ولا تعالج مريضاً.
تكليت.. ليست ورقة في لعبة السياسة
قبيلة أيت بوهو، التي وقفت بالأمس سداً منيعاً في وجه المستعمر، لن تقبل اليوم أن تتحول منطقتها إلى حلبة صراع بين أشخاص همهم الوحيد هو الكراسي والمصالح الضيقة. الرسالة واضحة: تكليت تحتاج إلى تنمية حقيقية، لا إلى مزيد من المزايدات والخطابات الجوفاء.
تيكليت وأيت بوهو يستحقان إنصافا حقيقيا وتدخلا عاجلا يعيد الكرامة لهذه الأرض الطيبة
–