المغاربة يحتفلون برأس السنة الأمازيغية 2975 في عطلة وطنية رسمية: خطوة جديدة في مسار ترسيخ الهوية

Imou Media14 يناير 2025
المغاربة يحتفلون برأس السنة الأمازيغية 2975 في عطلة وطنية رسمية: خطوة جديدة في مسار ترسيخ الهوية

المغاربة يحتفلون برأس السنة الأمازيغية 2975 في عطلة وطنية رسمية: خطوة جديدة في مسار ترسيخ الهوية

يحتفل المغاربة اليوم برأس السنة الأمازيغية 2975، في ثاني عطلة رسمية مؤدى عنها لهذا الحدث، عقب القرار الملكي التاريخي الذي أصدره جلالة الملك محمد السادس، القاضي بإقرار 14 يناير عطلة وطنية رسمية. ويعكس هذا القرار التزام الدولة بتعزيز الهوية الوطنية متعددة الروافد وترسيخ مكانة الأمازيغية كلغة وثقافة ضمن النسيج المجتمعي المغربي.

جاء قرار جلالة الملك محمد السادس ليشكل تحولاً نوعياً في التعامل مع الأمازيغية كلغة رسمية للمملكة إلى جانب العربية. وأكد بلاغ الديوان الملكي أن القرار “تجسيد للعناية الملكية السامية للأمازيغية، باعتبارها مكوناً أساسياً للهوية المغربية الأصيلة ورصيداً مشتركاً لجميع المغاربة”.

في أعقاب هذا القرار، صادقت الحكومة على مراسيم تنظيمية لتفعيل العطلة الوطنية، تشمل إدراجها ضمن قائمة أيام الأعياد المؤدى عنها في القطاعين العام والخاص. كما أُكد على ضرورة دمج اللغة الأمازيغية في مختلف مجالات الحياة العامة.

رغم الجهود المبذولة لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية منذ دسترتها عام 2011، يظل هذا المشروع في طور البناء. وفق تصريح أمينة بن الشيخ، مستشارة رئيس الحكومة المكلفة بملف الأمازيغية، فإن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يأتي تتويجاً لمسار طويل من العمل، شمل إصدار القوانين التنظيمية وتخصيص غلاف مالي تجاوز 800 مليون درهم بين 2022 و2024، مع توقع رفعه إلى مليار درهم في 2025.

كما أوضحت أن الحكومة تعمل على مشاريع هامة مثل إدماج الأمازيغية في الإدارات والمؤسسات العمومية، توفير أعوان متخصصين لاستقبال المرتفقين الناطقين بالأمازيغية، وتعزيز التعليم بهذه اللغة من خلال رفع عدد الأساتذة والمدارس المعنية.

على الرغم من هذه الجهود، يعتبر الباحث عبد الله بادو أن وتيرة التقدم لا تزال بطيئة مقارنة بالطموحات. وأشار إلى أن قطاع التعليم يواجه تحديات كبيرة في تعميم تدريس الأمازيغية، مع الحاجة إلى أكثر من 20 ألف إطار متخصص لتلبية الطلب المتزايد.

وفيما يخص القطاعات الحكومية، يرى بادو أن الخطوات المنجزة لا ترقى إلى مستوى تطلعات الناطقين بالأمازيغية، داعياً إلى وضع خطة واضحة تتضمن مؤشرات لتقييم الأداء الحكومي في هذا المجال.

يمثل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية فرصة للتأكيد على الوحدة الوطنية، حيث تبرز الأمازيغية كركيزة أساسية لهوية المغرب متعددة الروافد. وبينما تتواصل الجهود لتحقيق التفعيل الكامل للطابع الرسمي للأمازيغية، يبقى هذا اليوم شهادة حية على عزم المملكة تعزيز التنوع الثقافي وصون إرثها التاريخي.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.