الدكتور المصطفى السعليتي، الباحث في علم النفس الاجتماعي يقول أن الصحة النفسية العقلية للمواطن تعتبر العامل المركزي في الاستقرار الأسري والدراسي والمهني، والاستثمار في مجالات متعددة.
وذكر كذلك السعليتي، في أحد تصريحاته لأحد المواقع الوطنية أن غياب الصحة النفسية والعقلية يؤدي الى معاناة تؤدي الى الانتحار أو القيام بسلوكيات مختلفة تشكل خطرا على سلامة الأفراد الذين تربطهم علاقة دموية أو مهنية او اجتماعية، موضحا أنه يرجع أسباب هذه الأمراض إلى عوامل كثيرة وتم تشخيص هذه الأمراض من طرف الجمعية الامريكية للامراض العقلية .
وفي تعقيبه على تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الذي كشف أن 48,9% في المائة من المغاربة يعانون أو قد سبق لهم أن عانوا من اضطراب نفسي أو عقلي في فترة من الفترات، قال الدكتور السعليتي إن هناك صعوبة للتأكد من نسبة المصابين بهذه الأمراض.
وأضاف أن التأكد من نسبة المصابين بهذه الأمراض يقتضي تشخيص ما يناهز 20 مليون مغربي، معتبرا أن هذا غير ممكن ولم يحدث أبدا مما جعله يشك في مصداقية هذه الإحصائيات.
كما يرى المتحدث أن عقلية المغاربة لا تسمح بزيارة الأخصائي النفساني، رغم وجود الأعراض المرضية، مضيفا لا نعرف شيئا عن خصوصياتهم الاجتماعية والسوسيو ثقافية .
ويقول الباحث في علم النفس: مهما تكون نسبة المصابين فالمشكل الحقيقي كما ورد في تقرير المجلس هو سوء تقديرها وعدم توفير الموارد البشرية واللوجيستيكية لضمان جودة العلاج لنسبة كبيرة من المواطنين وعدم تكوين أخصائيين والاعتراف بهويتهم المهنية للتكفل بالعلاج على أحسن ما يرام
كما يرى أن العلاج يبقى مزيفا وسطحيا لأن الإقبال على أخصائي واحد كبير جدا لا يسمح باحترام الوقت الكافي لفهم المريض وتشخيص حالته الصحية بشكل دقيق .
أما على مستوى الميزانية، يضيف السعليتي: فهي لا زالت شيء مقلق يدل على غياب الاعتبار للصحة النفسية والعقلية للمواطنين. فالأشخاص الذين ينتمون الطبقة الميسورة عندما يصابون بهذه الأمراض يلجأون الى المصحات الخاصة”.
وختم الدكتور السعليتي في نفس تصريحاته بالقول: وعلى مستوى التوزيع الجغرافي للأخصائيين هناك اللامساواة في التوزيع حيث أن معظمهم يمارسون في العالم الحضري خاصة في المدن الكبرى مما يصعب علاج الأشخاص وتنقلهم من أجل ذلك .