اعتمادات “كان 2025” تُربك المشهد الإعلامي بالمغرب وتفتح نقاشًا حادًا حول الحكامة والشفافية

Imou Media21 ديسمبر 2025
اعتمادات “كان 2025” تُربك المشهد الإعلامي بالمغرب وتفتح نقاشًا حادًا حول الحكامة والشفافية

اعتمادات “كان 2025” تُربك المشهد الإعلامي بالمغرب وتفتح نقاشًا حادًا حول الحكامة والشفافية

بينما يواصل المغرب استعداداته المكثفة لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، باعتبارها محطة قارية كبرى لاختبار قدرته التنظيمية والإعلامية، تفجّر في الكواليس جدل غير مسبوق حول تدبير ملف الاعتمادات الصحافية، حوّل الأنظار من الملاعب والبنيات التحتية إلى سؤال أعمق يتعلق بحرية الصحافة ومكانة المهنيين في تغطية التظاهرات الكبرى.
الجدل جاء على خلفية بلاغ للقطب الرياضي التابع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، دقّ من خلاله ناقوس الخطر بشأن ما اعتبره اختلالات خطيرة شابت عملية منح الاعتمادات، وأفرزت حالة من الاحتقان داخل الجسم الصحفي الوطني.
إقصاء غير مبرر رغم استيفاء الشروط
بحسب البلاغ، تفاجأ عدد مهم من الصحافيات والصحافيين المهنيين بإقصائهم من التغطية الرسمية للبطولة، رغم توفرهم على البطاقة المهنية واحترامهم لكافة الشروط القانونية والتنظيمية المعمول بها. وهو ما اعتُبر تراجعًا واضحًا عن مكتسبات راكمها القطاع خلال سنوات، وضربًا لمبدأ تكافؤ الفرص، إضافة إلى مساس مباشر بحق الوصول إلى المعلومة.
هذا الإقصاء، الذي وُصف بـ”غير المفهوم”، طرح تساؤلات حول الجهة التي وضعت لوائح المستفيدين، والمعايير التي تم اعتمادها، خاصة في غياب أي توضيح رسمي للرأي العام أو للمهنيين المعنيين.
معايير غامضة وصعود “المنطق الرقمي”
ما زاد من تعقيد الأزمة، وفق النقابة، هو رصد حضور لافت لأسماء محسوبة على “صناع المحتوى” والمؤثرين في لوائح الاعتماد، مقابل غياب صحافيين ذوي تجربة طويلة في تغطية التظاهرات القارية والدولية. وهو ما اعتبره مهنيون تكريسًا لمنطق الشهرة الرقمية على حساب المهنية، وتهديدًا لأخلاقيات الممارسة الصحفية.
ويرى متابعون أن هذا التوجه يعكس خلطًا مقلقًا بين الصحافة كسلطة رابعة تؤطرها قوانين ومسؤوليات، وبين المحتوى الرقمي الذي تحكمه منطق المشاهدات والتفاعل، دون ضمانات مهنية أو تحريرية.
صورة متناقضة مع خطاب الاحتراف
الأزمة الحالية وضعت الجهات المنظمة في موقف حرج، خاصة في ظل الخطاب الرسمي الذي يرفع شعار الاحتراف والانفتاح والالتزام بالمعايير الدولية، لاسيما تلك المعتمدة من طرف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF). فنجاح التظاهرات الرياضية الكبرى لا يُقاس فقط بجاهزية الملاعب أو جودة التنظيم اللوجستي، بل كذلك بقدرة البلد المضيف على تدبير واجهته الإعلامية بشكل شفاف ومنصف.
دعوات لتدخل عاجل وتصحيح المسار
أمام هذا الوضع، تعالت الأصوات المطالبة بتدخل فوري من الجهات الوصية لإعادة النظر في تدبير ملف الاعتمادات، والكشف عن المعايير المعتمدة، وضمان إنصاف الصحافي المهني باعتباره شريكًا أساسيًا في إنجاح “الكان”.
فإقصاء الإعلام المهني لا ينعكس فقط على جودة التغطية، بل يسيء لصورة الحدث ويطرح علامات استفهام حول مصداقيته لدى الرأي العام الوطني والدولي، في وقت يسعى فيه المغرب إلى ترسيخ مكانته كمنظم موثوق للتظاهرات القارية والعالمية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.