احمد الرحالي
تجسّد الكرة الرسمية لكأس أمم إفريقيا “المغرب-2025”، التي تحمل اسم “إيتري”، تزاوجًا لافتًا بين التكنولوجيا المتقدمة والهوية الثقافية المغربية، من خلال تصميم مستوحى من الأشكال الهندسية للزليج المغربي الأصيل، بما يعكس حضور الأصالة في قلب الحداثة الرياضية.
يُعدّ الزليج من أبرز الفنون الزخرفية في العمارة المغربية، إذ يقوم على تركيب دقيق لقطع فخارية ملوّنة تُشكَّل بعناية قصد إنتاج تصاميم هندسية متناغمة، كما لا يزال يزيّن المعالم التاريخية ودور العبادة والرياض السكنية العريقة، باعتباره ثمرة حرفة تقليدية متجذّرة ازدهرت بالمغرب منذ القرن الرابع عشر.
باعتبارها امتدادًا لإلهام فني مستمد من هذا التراث، تحوّلت “إيتري” إلى حامل بصري لمعاني الطموح الوحدة التميّز داخل المشهد الكروي الإفريقي.
لاسيما أن اسم الكرة، الذي يعني “النجمة” بالأمازيغية، يحاكي نجمة العلم الوطني كما يعكس النقوش النجمية الراسخة في تقاليد الزليج المغربي.
بالإضافة إلى ذلك، تشير العناصر الزخرفية المعتمدة إلى أبعاد احتفالية جامعة، حيث تستحضر التماثلات الدائرية وحدة الدول المشاركة في البطولة، في حين يجسّد نقش “تدفق الحركة” الإيقاع الانسيابية المميّزين لأسلوب اللعب الإفريقي.
كما تعكس لوحة الألوان المعتمدة، والمكوّنة أساسًا من الأحمر الأخضر، معاني الشغف الأمل الاعتزاز في إحالة مباشرة على الهوية الوطنية للمملكة.
في المحصّلة، تفرض كرة “إيتري” نفسها كمنتج يجمع بين القيمة الرمزية الأداء التقني المتقدّم، بما ينسجم مع طموحات كأس أمم إفريقيا بالمغرب.




































