أخطر مرحلة في تاريخ المجلس الوطني للصحافة ! من يجر خيوط اللعبة ؟

Imou Media22 نوفمبر 2025
أخطر مرحلة في تاريخ المجلس الوطني للصحافة ! من يجر خيوط اللعبة ؟

أخطر مرحلة في تاريخ المجلس الوطني للصحافة ! من يجر خيوط اللعبة ؟

يبدو ان المجلس الوطني للصحافة يعيش اليوم واحدة من اكثر محطاته حساسية منذ تأسيسه. فالتطورات الاخيرة، وما رافقها من تجاذبات ومواقف متباينة، توحي بأن المؤسسة دخلت فعلا مرحلة مفصلية قد تحدد مستقبل المشهد الاعلامي المهني في المغرب لسنوات مقبلة.

ففي الوقت الذي كان يفترض فيه ان يلعب المجلس دور الضامن للاخلاقيات ولتأهيل المهنة، تحولت النقاشات حوله الى مرآة تعكس عمق الازمة التي يعيشها القطاع: تضارب مصالح، صراعات داخلية، تأويلات قانونية متضاربة، وضغوطات من داخل الجسم الصحافي نفسه. كل هذه العناصر خلقت انطباعا بأن المجلس يقترب من المرحلة الاخيرة، ليس فقط كمؤسسة، بل كنموذج كامل يحتاج الى مراجعة جوهرية.

وتتعمق الازمة حين نرى فئة واسعة من المهنيين ممن افنوا سنوات طويلة في هذه المهنة الشريفة، من مراسلين ومصورين وتقنيين، يجدون انفسهم فجأة خارج صفة الاعتراف المهني. فقد حرموا من البطاقة المهنية بسبب شروط وطلبات تعجيزية فرضها المجلس دون وجه حق، رغم ان رئيسه تحدث مرارا عن تعديلات مرتقبة لم تر النور قط، وكأن الوعود كانت مجرد آلية لتبريد الغضب ليس الا.

لكن اسئلة اخرى اكثر حدة بدأت تفرض نفسها اليوم، ابرزها تلك المتعلقة بتدبير المجلس من الناحية المالية: ما هي الميزانية الحقيقية التي يتلقاها من الدولة؟ وكيف يتم صرفها؟ ومن يراقب النفقات؟ هذه اسئلة ما تزال بلا جواب، رغم ان الشفافية في التمويل تعتبر الحد الادنى الذي يجب ان تقدمه هيئات من هذا النوع.

وتبقى العلامة الفارقة في هذا المشهد هي قرار تمديد فترة التسيير، وهو قرار اعتبره كثيرون ضربا صارخا لروح الدستور ولمبدأ التداول والتجديد المؤسساتي. فمن له المصلحة في هذا التمديد؟ ومن المتحكم الحقيقي في دواليب المجلس؟ وما الاسباب الخفية التي تجعل هذه الهيئة تستمر خارج منطق الزمن القانوني؟

واذا كانت كل هذه التساؤلات مشروعة، فإن ما ظهر مؤخرا من فيديوهات نشرها احد الصحافيين جعل المشهد اكثر تعقيدا. فهذه المواد المرئية توحي بأن القضية ليست مجرد ارتباك تدبيري، بل ربما اكبر بكثير مما كان يتوقعه الجميع. وربما وحدها سلسلة مقالات وتحقيقات ستكشف حقيقة ما يجري داخل هذه المؤسسة التي كان يفترض ان تكون صمام امان للمهنة.

ما يجري اليوم لا يتعلق بمجلس فقط، بل بمنظومة اعلامية كاملة على مفترق طرق. اما اعادة بناء هيئة اكثر استقلالية وفاعلية وشفافية، او الاستمرار في انتاج ازمة قد تبتلع ما تبقى من ثقة في المؤسسات المهنية.

الاسابيع المقبلة ستكون حاسمة. وما بعد هذه اللحظة لن يشبه ما قبلها.
يتبع…..

ن عمر بالكوجا أكادير

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.