كشفت الكاتبة السورية نور أنس طيارة عن انتمائها الوجداني إلى المغرب، مؤكدةً أن جذورها الأولى تنبثق من أرضه، وأنها تحلم بأن تصل روايتها “إيفالاس” إلى قرّاء المملكة عبر معارض المغرب الأدبية التي تعدّ من أبرز المنصات الثقافية في العالم العربي. وأشارت إلى أن المغرب يحتل مكانةً خاصة في وجدانها، إذ ترى فيه بلدًا يجمع بين العمق التاريخي والثراء الفكري، مما يجعله بيئة مثالية للتفاعل الأدبي والتبادل الثقافي.

وفي هذا السياق، أوضحت طيارة أن مشاركتها المستقبلية في معارض المغرب تمثل بالنسبة لها عودة رمزية إلى الجذور، وفرصة للتواصل مع قرّاء يحملون شغفًا حقيقيًا بالكلمة والمعنى. وأكدت أن القارئ المغربي يتميّز بذائقة راقية توازن بين الحسّ الجمالي والوعي الإنساني، وهو ما يجعلها تتطلع إلى عرض “إيفالاس” في فضاءات المملكة الثقافية بكل شغف وامتنان.
من جهة أخرى، تمكنت الكاتبة من ترسيخ حضورها العربي بفضل روايتها “إيفالاس” الصادرة عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع في القاهرة، والتي حققت انتشارًا واسعًا في عدد من المعارض الدولية، من بينها: معرض تونس الدولي للكتاب، ومعرض إسطنبول الدولي للكتاب، وصالون الجزائر الدولي للكتاب، ومعرض الإسكندرية الدولي للكتاب، ومعرض المدينة الدولي للكتاب، إضافةً إلى معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث حظيت بتفاعل جماهيري ونقدي لافت.
ولم يقتصر نجاح “إيفالاس” على المشاركة في المعارض فحسب، بل تجاوز ذلك إلى تقدير نقدي عربي ودولي. فقد ناقشتها إذاعة مونت كارلو الدولية في برنامجها الثقافي “كافيه شو”، معتبرةً الرواية تجربة أدبية تمسّ الأعماق وتدعو إلى التأمل. وجاءت الإشادات النقدية لتصف العمل بأنه “رحلة في عمق النفس الإنسانية” لما يحمله من أفكار فلسفية وتجليات رمزية.
تُعرف طيارة بأسلوبها الذي يمزج بين الخيال الفلسفي والتأمل الإنساني، حيث تستكشف في “إيفالاس” العلاقة بين المشاعر والوعي عبر بناء سردي يجمع بين الواقعية والفانتازيا النفسية. وتتناول الرواية بأسلوب رمزي قضايا الهوية والحرية والانتماء، لتقدّم نصًا يتجاوز حدود الحكاية إلى مساحة الفكر والتجربة الإنسانية العميقة.
إلى جانب مسيرتها الأدبية، تحمل الكاتبة دبلومًا في هندسة البرمجيات، ودبلومًا في العلاقات الدولية والدراسات الدبلوماسية، وتواصل دراستها الأكاديمية بالتوازي مع نشاطها الإبداعي. وقد صدر لها عدد من الأعمال الفكرية والأدبية التي سبقت “إيفالاس”، من أبرزها:
“لعلهم يتفكرون” – مقاربات فكرية معاصرة،
و“إليك يا صديق” – كتاب وجداني يحمل نَفَسًا إنسانيًا صادقًا.
وتُعتبر هذه الأعمال تمهيدًا لرؤيتها الأدبية التي بلغت نضجها في روايتها الأخيرة.
بالرغم من حضورها العربي الواسع، تؤكد طيارة أن حلمها بالمشاركة في معارض المغرب يحمل بعدًا وجدانيًا يتجاوز الجانب المهني، لأنه يمثّل بالنسبة لها لقاءً مع الجذور الثقافية الأولى التي تنتمي إليها روحًا وهوية. وتضيف قائلةً:
“المغرب بالنسبة لي وطن في القلب، ومصدر إلهام مستمر. أتمنى أن تصل كلماتي إلى قرّائه، فهم يمنحون الأدب حياة لا تنتهي.”
بهذا الإحساس المتجذر، تمضي نور أنس طيارة في مسيرتها لتجسّد ملامح جيلٍ سوريٍّ جديدٍ في الأدب العربي، جيلٍ يؤمن بأن اللغة جسر بين المشرق والمغرب، وأن الكلمة الحيّة قادرة على عبور المسافات لتجمع القلوب والثقافات في فضاء واحد من الإبداع والإنسانية.


































