الملك محمد السادس يرسم خارطة الأمل للشباب المغربي: مشاريع كبرى وفرص حقيقية لمستقبل واعد
ن عمر بالكوجا أكادير
في لحظة سياسية واقتصادية فارقة، وجه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة واضحة مفادها أن رهان المغرب الحقيقي هو شبابه، وأن الثقة فيهم هي صمام الأمان ضد كل دعوات التفرقة والعدمية والانفصال.
فمن خلال القرارات الاستراتيجية التي خرج بها المجلس الوزاري المنعقد برئاسة جلالته، بدا وكأن الملك يكافئ الشباب المغربي الوفي لوطنه وثوابته، الذي لم ينجرّ وراء خطابات التيئيس أو دعوات الخونة والمرتزقة، مؤكداً أن من تشبّث بالوطن، فالوطن سيحتضنه ويمنحه الأفق والكرامة.
محاور استراتيجية شبابية شاملة
أفرز المجلس الوزاري حزمة من القرارات الكبرى التي تمس مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتهدف إلى تحسين أوضاع الشباب وتمكينهم من مقومات العيش الكريم والمشاركة الفاعلة.
ومن أبرز هذه الاستراتيجيات:
رصد ميزانيات ضخمة لقطاعات الصحة والتعليم والتشغيل، مع تركيز خاص على دعم المقاولات الشبابية والمبادرات الحرة.
إدماج الشباب والنساء في سوق الشغل عبر برامج موجهة ضمن أولويات مشروع قانون المالية لسنة 2026.
تحفيز المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة باعتبارها المحرك الرئيسي للتشغيل، مع تسهيل الولوج إلى التمويل والدعم التقني.
خلق مناصب شغل جديدة خصوصاً في العالم القروي والمناطق الجبلية، مع إجراءات للتخفيف من آثار الجفاف على التشغيل القروي.
تمكين سياسي غير مسبوق
ضمن البعد السياسي، أعلن عن تعديلات جوهرية لقانون مجلس النواب تفتح المجال أمام الشباب دون 35 سنة لخوض غمار الانتخابات، من خلال:
تبسيط شروط الترشح عبر الأحزاب أو بشكل فردي.
منح دعم مالي يغطي 75% من مصاريف الحملات الانتخابية للشباب المرشحين.
تعزيز الشفافية وتخليق الحياة السياسية لتجديد النخب الوطنية وخلق جيل جديد من القيادات الشابة.
كما تم تطوير الإطار القانوني للأحزاب لتمكين الشباب من المشاركة في التأسيس والتسيير وصنع القرار الداخلي.
التعليم والمعرفة… مدخل الكرامة
في الجانب التربوي، تم التأكيد على تسريع تنزيل خارطة إصلاح المنظومة التعليمية عبر:
تعميم التعليم الأولي وتحسين جودة التمدرس.
محاربة الهدر المدرسي وتطوير الكفاءات.
دعم البحث العلمي بإحداث مجلس وطني للبحث العلمي يوفر فرصاً للباحثين والمبتكرين الشباب.
حماية اجتماعية وفرص سكن كريم
المجلس الملكي أكد مواصلة تعميم الحماية الاجتماعية لتشمل جميع الفئات العاملة، خصوصاً في القطاع غير المهيكل، إضافة إلى:
تعميم التعويض عن فقدان الشغل.
تفعيل برامج الدعم المباشر للسكن لمساعدة الشباب على الاستقرار الأسري والاجتماعي.
اقتصاد جديد بملامح شبابية
ولأن المستقبل يكتبه المبدعون، دعا جلالة الملك إلى تشجيع الابتكار والاقتصاد الأخضر، خصوصاً في مجالات الهيدروجين الأخضر والتكنولوجيا الحديثة، مع فتح آفاق أمام الشباب المتخصصين في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
كما تمت المصادقة على مرسوم لإحداث نظام خاص بموظفي المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، لتشجيع الكفاءات المغربية الشابة في هذا القطاع الحيوي.
الرسالة الملكية كانت واضحة:
الشباب المغربي ليسوا فقط مستقبل الوطن، بل حاضره الفعّال ودرعه الواقي.
ومن تشبّث بالوطن وإخلاصه لرايته، فله من العرش الوفي كل العناية والرعاية.
