مهرجان “إسني ن ورغ” بأكادير يكرّس مكانته كمنصة عالمية للسينما الأمازيغية
ن عمر بالكوجا أكادير
اختُتمت مساء الأحد 05 أكتوبر الجاري بسينما الصحراء بمدينة أكادير فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان “إسني ن ورغ” الدولي للفيلم الأمازيغي (FINIFA)، وسط أجواء احتفالية طبعتها المشاركة الواسعة لسينمائيين من المغرب وخارجه، وحضور قوي للثقافة الأمازيغية في مختلف تفاصيل البرنامج.
جاءت هذه الدورة بشراكة مع مجلس جهة سوس–ماسة والجماعة الترابية لأكادير والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (IRCAM)، وبتعاون مع المركز السينمائي المغربي (CCM) وكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية – آيت ملول، ما يعكس انفتاح المهرجان على مؤسسات أكاديمية وثقافية تسعى إلى دعم السينما الناطقة بالأمازيغية وتعزيز حضورها في المشهد الفني الوطني والدولي.
جوائز الدورة السادسة عشرة
في مسابقة الفيلم الأمازيغي، حصدت الممثلة سمارة أيت أوكسماض جائزة أفضل أداء نسائي عن فيلم Tawenza، بينما نال عبد اللطيف تلاحي جائزة أفضل أداء رجالي عن فيلم L’Élève du village.
أما جائزة أفضل سيناريو فكانت من نصيب فيلم A Corpse on the Shore للمخرج أكسل، فيما نال جمال باشا جائزة أفضل فيلم وثائقي عن Izuran.
وقد مُنحت جائزة إدّر يحيى لأفضل فيلم قصير لفيلم El Capitano من توقيع بشير برو، في حين توجت الجائزة الكبرى “إسني ن ورغ” فيلم Fouroulou للمخرج علي بركّنو، المستوحى من رواية ابن الفقير للأديب مولود فرعون.
تألفت لجنة تحكيم المسابقة الأمازيغية من المخرج الفرنسي–الجزائري عمّور حكار، والفنانة البصرية مونيا بولعراصي، والباحث موحى موخليص، والصحافي عزيز أجهبلي، والباحث في فنون العرض عز الدين الخراط.
أما المسابقة الدولية، فشهدت تتويج الممثلة أميرة رافوزا عن فيلم Bird Boy (الولايات المتحدة/جنوب أفريقيا) بجائزة أفضل أداء نسائي، بينما تقاسم كل من لثلونولوفاتسو لثلهاكانياني (Bird Boy) وعمر دياو (Where There Is Love, There Is No Darkness) جائزة أفضل أداء رجالي.
وحصد فيلم Monikondee (هولندا) جوائز السيناريو وأفضل فيلم، وهو من توقيع تولين ألكساندر ولوني فان برومّلِن وسيبرن دي هان.
تكوّنت لجنة تحكيم المسابقة الدولية من المخرج بيتر لوم (خريج جامعة هارفارد)، والمخرجة رافائيل بِنيستي، والمنتجة كورين فان إيغيرآت، والمخرج الحسين الشكيري، والممثلة الفرنسية–الجزائرية فضيلة بالقبلة.
محطات ثقافية موازية
إلى جانب العروض السينمائية، عرفت الدورة تنظيم ماستر كلاس قدمه المخرج مبارك لعطّاش (الحاصل على جائزة إسني ن ورغ للتضامن) والمنتجة تيسي فريتس، بمشاركة المخرج فرانسوا بالدسار، تمحور حول موضوع الإنتاج المشترك بين المغرب ولوكسمبورغ وآليات التمويل والتوزيع.
كما احتضن فندق ألموغار بأكادير معرضًا تشكيليًا للفنان براهيم اضنور، قدّم فيه أعمالًا تمزج بين الخط والرسم والزربية الأمازيغية، مُجسّدًا مسارًا فنّيًا يمتدّ لأكثر من ثلاثة عقود و38 معرضًا داخل المغرب وخارجه.
وشهدت الدورة عرض 42 فيلمًا تنوعت بين الروائي والوثائقي والقصير، تخللتها مناقشات تفاعلية بين المبدعين والجمهور، مما أضفى على المهرجان طابعًا ثقافيًا حيًا يعزّز قيم الحوار والانفتاح.
نحو تتويج وطني قادم
تجدر الإشارة إلى أن الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية ستُعلن نتائجها في 17 أكتوبر الجاري بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، تزامنًا مع الذكرى التاريخية لخطاب أجدير، برئاسة الباحث إبراهيم حسناوي وعضوية كل من نورة الأزرق وياسين هورتان ومصطفى صغير.
بهذه الدينامية، يواصل مهرجان إسني ن ورغ ترسيخ موقعه كأحد أبرز الفضاءات التي تجمع بين السينما والثقافة والهوية الأمازيغية، مؤكّدًا أن الإبداع الأمازيغي بات اليوم جزءًا من المشهد السينمائي الكوني، لا مجرد مكوّن محلي.


































