الصويرة ترفع الصوت : صحة المواطن قبل صور البطاقات السياحية
لم تكن شوارع الصويرة صباح اليوم الأحد 21 شتنبر الجاري مسرحاً لمهرجان كناوة أو لالتقاط صور السياح، بل تحوّلت إلى فضاء مفتوح للاحتجاج الشعبي. عشرات المواطنين تجمعوا أمام المستشفى الإقليمي، رافعين شعارات تندد بتدهور الخدمات الصحية، وطالبوا بتدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
المدينة، التي طالما عُرفت بهدوئها وابتسامتها الترحيبية لزوارها، تبدو اليوم وكأنها فقدت صبرها. فالأعطاب الصحية المتراكمة – من نقص الأطر الطبية، وغياب المعدات، وطول الانتظار – فجّرت غضب السكان الذين يرون أن حقهم في العلاج يُختَزل في الوعود والتبريرات.
مواطنون تحدثوا عن معاناة يومية: انتقال مرضى إلى مدن مجاورة لتلقي أبسط العلاجات، تعطل أقسام حيوية كالمستعجلات، وغياب تخصصات أساسية مثل الولادة وجراحة الأطفال بشكل كافٍ. هذه المشاكل جعلت المدينة، رغم جمالها وسحرها، تعيش مفارقة قاسية بين صورة وجهة سياحية عالمية وواقع صحي هشّ يثقل كاهل سكانها.
رسالة سكان الصويرة اليوم كانت واضحة: التنمية الحقيقية تبدأ من صحة الإنسان، لا من حملات التسويق السياحي. فإذا كانت المدينة وجهة عالمية تستقبل آلاف الزوار سنوياً، فمن حق أهلها أن يجدوا مستشفى يليق بكرامتهم قبل أن يجد السائح فندقه المريح.
