زاوية أسا تحيي ذكرى المولد النبوي بشعيرة “النحيرة”.. حين يلتقي التراث بالروحانية والتنمية
ن عمر بالكوجا أكادير
في أجواء روحانية خاشعة غمرتها نفحات الذكر والوفاء للتقاليد، أحيت قبيلة أيت أوسا بزاوية أسا جنوب المغرب ذكرى المولد النبوي الشريف عبر شعيرة “النحيرة”، وذلك بحضور وفد رسمي يتقدمه عامل إقليم أسا الزاك، إلى جانب أعيان وشيوخ القبيلة وجموع من أبناء المنطقة والضيوف.
النحيرة.. طقس جماعي يختزل التضحية والوصل
جرى نحر جمل بساحة الزاوية وفق العادات المتوارثة، باعتبار هذه الشعيرة رمزًا للتفاني والارتباط الروحي والتضامن بين أبناء القبيلة. فالاحتفال لا يقف عند حدود الطقس الديني، بل يمتد إلى تجسيد معاني التكافل الاجتماعي وتعزيز الروابط العائلية والقبلية.
موسم يزاوج بين الدين والثقافة والتنمية
فعاليات الموسم لم تقتصر على الشعائر فحسب، بل شملت أروقة متنوعة أبرزها:
رواق مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين.
رواق المجلس العلمي المحلي.
رواق السيرة النبوية.
أروقة للزوايا المختلفة بالإقليم.
عرض تراثي لفرقة الهجن.
كما احتضن الموسم لقاءات للنقاش والتداول حول التنمية المحلية، ودرسًا دينيًا بعنوان: “السير إلى الله وتحقيق منازل العبودية” ألقاه الشيخ عبد الله بالمدني، ما جعل المناسبة فضاءً للتربية الروحية والنقاش المجتمعي في آن واحد.
التراث الحساني في الواجهة
يُشكل موسم أسا محطة بارزة لصلة الرحم بين أبناء قبيلة أيت أوسا المنتشرين داخل المغرب وخارجه، ويؤكد الحضور القوي للتراث الحساني في المشهد الوطني. ويسعى المنظمون إلى ترشيح هذه الشعيرة لتصنيفها ضمن التراث الثقافي اللامادي العالمي، لما تحمله من رمزية حضارية وروحية.
وهكذا، تظل شعيرة النحيرة بزاوية أسا أكثر من مجرد طقس احتفالي، إنها سردية جماعية تتجدد كل عام لتعيد كتابة حكاية الوفاء للرسالة النبوية، والتشبث بالجذور، وبناء مستقبل يرعى قيم التضامن ويصون الذاكرة الجماعية.
