حكومة تتقاذفها الأمواج السياسية: سفينة قديمة بطاقم متنازع والركاب المواطنون يدفعون الثمن

Imou Media22 أغسطس 2025
حكومة تتقاذفها الأمواج السياسية: سفينة قديمة بطاقم متنازع والركاب المواطنون يدفعون الثمن

حكومة تتقاذفها الأمواج السياسية: سفينة قديمة بطاقم متنازع والركاب المواطنون يدفعون الثمن

ن عمر بالكوجا أكادير

إذا أردنا رسم صورة صادقة لما يحدث اليوم داخل الحكومة، فلا يمكننا إلا تشبيهها بـسفينة قديمة في بحر هائج يقودها طاقم متنازع: كل وزير يشد في اتجاهه، وكل حزب يسعى لإثبات أفضليته، بينما المواطنون، ركاب السفينة، يراقبونها تتأرجح تحت الأمواج، يدفعون ثمن التناقضات ويخافون سقوطها عليهم فجأة.

غياب التنسيق بين الوزراء جعل كل قرار فردياً، ويخرج رئيس الحكومة أحياناً ليعدل ما فسد، في عملية شبيهة بمن يحاول سد ثقب في القارب بالمنديل بينما المياه تتسرب بغزارة. المواطنون يدفعون الفاتورة: يدفعون الغرامات، يلتزمون بالقوانين، ويعايشون تناقضات يصعب تفسيرها.

التحالف الحكومي الحالي ليس إلا تعايشاً قسرياً بين أحزاب مختلفة، أجبرتها الانتخابات على المشاركة، فلا رؤية مشتركة تربطهم، ولا أهداف واضحة سوى الدفاع عن مصالح كل طرف. ويمكن اختصار الوضع في ثلاثة أبعاد حرجة:

1. غياب التنسيق: الحكومة تعمل على هامش الأحداث، ردود أفعال متأخرة بدل سياسات استباقية.

2. الصراعات الداخلية: كل قرار يحتاج لموازنة دقيقة بين مصالح متضاربة، وغالباً ما ينتهي بحلول مؤقتة.

3. فقدان العدالة المؤسسية: المواطن يرى القانون يُطبق عليه بدقة، بينما يُعلق أو يُعدل للضغط السياسي، فيفقد ثقته بالدولة نفسها.

النتيجة أن المواطنين يراقبون السفينة تتأرجح بلا خريطة واضحة، بينما الطاقم يتجادل على التوجيهات، ويظهر رئيس الحكومة من “جسر القيادة” ليعدل المسار بعد فوات الأوان. وكما يردد البعض بسخرية، “موطوري.. موطوري.. على وزن بيكالتي”، في إشارة إلى أن عجلة هذه الحكومة تدور بلا وجهة واضحة، والشعب يظل رهينة الفوضى اليومية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.