حرائق غابات شفشاون تستنفر السلطات وتخلف خسائر بيئية وبشرية
شهد إقليم شفشاون خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الحرائق المدمرة التي أتت على مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي، خاصة بين منطقتي باب تازة والدردارة قرب كرانخا، في واحدة من أعنف موجات النيران التي عرفتها المنطقة هذا الموسم.
وقد ساهمت الرياح الشرقية القوية في تسريع انتشار ألسنة اللهب، مما دفع السلطات إلى استنفار جميع مواردها، حيث تدخلت فرق الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة، مدعومة بطائرتين من نوع “كانادير” تابعة للقوات الجوية الملكية، في محاولة للسيطرة على الحريق ومنع وصوله إلى التجمعات السكنية المجاورة.
ووفق مصادر محلية، فإن الحريق أسفر عن إصابة عنصرين من رجال الوقاية المدنية، أحدهما تعرض لحروق على مستوى الوجه، والآخر لكسر في الساق أثناء عمليات التدخل. كما سجلت خسائر بيئية جسيمة شملت احتراق مساحات من الغابات التي تُعد موطناً لأنواع نباتية وحيوانية نادرة.
وفي سياق موازٍ، هزت الإقليم فاجعة إنسانية بعد مصرع أسرة كاملة مكونة من أربعة أفراد (أب، أم، وطفلتان) اختناقاً داخل منزلهم بدوار احسونن بجماعة أونان، جراء حريق اندلع في الساعات الأولى من الصباح. وتشير التحقيقات الأولية إلى احتمال تسبب عطل كهربائي أو جهاز تدفئة في اندلاع النيران.
هذه الأحداث المأساوية أعادت إلى الواجهة النقاش حول ضرورة تعزيز إجراءات الوقاية من الحرائق في المناطق الغابوية والقروية، إلى جانب تكثيف حملات التوعية بمخاطر التدفئة غير الآمنة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد فترات الجفاف التي تجعل المناطق عرضة لمثل هذه الكوارث.
وتبقى أعين سكان شفشاون معلقة بجهود السلطات لاحتواء الوضع ومنع تجدد هذه الحرائق التي تهدد الإنسان والبيئة على حد سواء.