“رئيس حكومة المونديال؟” تصريح أشنكلي يشعل الجدل ويكشف أزمة السياسة في زمن الولاء

Imou Media4 أغسطس 2025
“رئيس حكومة المونديال؟” تصريح أشنكلي يشعل الجدل ويكشف أزمة السياسة في زمن الولاء

“رئيس حكومة المونديال؟” تصريح أشنكلي يشعل الجدل ويكشف أزمة السياسة في زمن الولاء

ن : عمر بالكوجا أكادير

في تصريح وصفه مراقبون بأنه استفزازي ومليء بالغطرسة السياسية، فجّر كريم أشنكلي، رئيس جهة سوس ماسة وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، موجة من الانتقادات بعد أن قال بالحرف:
“عزيز أخنوش هو رئيس حكومة المونديال… وما كاين غير أخنوش!”
هذا التصريح، الذي جاء خارج سياق المساءلة أو التقييم، أثار تساؤلات مشروعة حول منطق تدبير الشأن العام في المغرب:
هل أصبحت رئاسة الحكومة منصبا شخصيا غير قابل للتنافس؟
وهل تحولت معايير الكفاءة إلى ولاء حزبي أعمى يغني عن الحصيلة والنتائج على الأرض؟
ولاء بلا مساءلة… وخطاب يستخف بالذكاء الجماعي
تصريحات من هذا النوع تكشف عن انفصال خطير بين نخب سياسية تعيش في فقاعات من الترويج والبروباغندا، وبين شعب يعاني من لهيب الأسعار، وتراجع الخدمات الأساسية، وفقدان الأمل في وعود تلو الأخرى.
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار المغاربة إلى حلول واقعية لأزمات الصحة والتعليم والشغل والسكن، يأتي خطاب أشنكلي ليقول لهم: لا خيار لكم سوى أخنوش! وكأن العملية الديمقراطية مجرد مسرحية شكلية، نهايتها معروفة سلفا.
المونديال السياسي؟ لا ملعب ولا أهداف ولا مدرب
وصف رئيس الحكومة بـ”رئيس المونديال” لا يستقيم مع واقع الأرقام والمؤشرات:
تذبذب في الأداء الحكومي
احتقان اجتماعي متصاعد
ضعف كبير في التواصل مع المواطنين
وارتفاع منسوب عدم الرضا حتى داخل مؤسسات القرار العليا
بل هناك مصادر مقربة من مراكز القرار تشير إلى امتعاض جهات عليا من طريقة تدبير أخنوش للمرحلة، بما فيها الاستفراد ببعض الملفات وإغراق الحكومة في الصورة دون مضمون فعلي.
لعبة خطرة على حساب الديمقراطية
عندما يطلق مسؤول جهوي بهذا الوزن مثل أشنكلي تصريحا بهذا الحجم، فالمسألة تتجاوز شخصه إلى منظومة حزبية يبدو أنها تميل إلى احتكار القرار والتحكم في مخرجات السياسة قبل موعدها.
وهنا، يصبح ضروريا التذكير أن الشعب المغربي هو الحكم الأول والأخير، وأن أي حكومة، كيفما كانت، يجب أن تقيم بما أنجزته لا بما يقال عنها.
الختام: السياسة ليست تشجيعا ولا تشريفا
قد تكون كرة القدم ساحة تنافس شريف، لكن السياسة ليست بطولة يمنح فيها اللقب قبل الصافرة. والشعب لا يحتاج إلى “رئيس مونديال”، بل إلى من يعرف الملعب، ويحترم قواعد اللعبة، ويسجل لصالح الوطن لا لنفسه.
ويبقى ما في الغيب بيد الله وحده، أما اختزال مستقبل البلاد في شخص واحد، فذلك أخطر ما قد تواجهه أي ديمقراطية ناشئة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.