تحذير ملكي صارم لأربعة وزراء بسبب تعثر مشاريع مونديال 2030
في خطوة تعبّر عن الحزم الملكي في احترام الآجال والالتزامات الدولية، وجّه الديوان الملكي مراسلات رسمية إلى أربعة وزراء بارزين لاستفسارهم عن التأخر المسجّل في أوراش استراتيجية مرتبطة بالتحضير لكأس العالم 2030، الذي سيُنظَّم بشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وتشمل هذه الرسائل كلا من:
عبد الصمد قيوح – وزير النقل واللوجستيك
يونس السكوري – وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة والتشغيل
أحمد البواري – وزير الفلاحة والصيد البحري
نزار بركة – وزير التجهيز والماء
سياق التنبيه الملكي
بحسب المعطيات التي توصّلت بها وسائل الإعلام، رصدت اللجنة المكلّفة بتتبع المشاريع الوطنية تأخراً «ملحوظاً» في إنجاز بنى تحتية رياضية وطرقية، فضلاً عن برامج تتعلق بالطاقة والإسكان والأمن الغذائي – وهي قطاعات يُعوَّل عليها لضمان جاهزية المغرب قبل الموعد الذي يفرضه دفتر تحمّلات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) .
الأجندة الدولية تتحكم في الإيقاع
تُشكِّل الاستضافة المشتركة لمونديال 2030 رهاناً سيادياً واقتصادياً؛ إذ ينتظر من هذه التظاهرة أن تُسرّع وتيرة التحديث الحضري، وتخلق آلاف فرص الشغل، وتُحسِّن صورة المملكة لدى شركائها. لذلك شدّد الديوان الملكي على ضرورة احترام الجداول الزمنية، واعتماد تقارير مرحلية دقيقة تبيّن نسب الإنجاز وجودة التنفيذ .
صفقات عمومية تحت المجهر
إلى جانب عنصر الوقت، طُلب من القطاعات المعنية تقديم توضيحات مفصّلة حول الطريقة التي تُدبَّر بها الصفقات العمومية، مع التأكيد على الشفافية والحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة. ويُذكر أن الملك سبق أن اتخذ قرارات صارمة سنة 2017 على خلفية تعطّل مشاريع «الحسيمة منارة المتوسط»، وهو ما يعكس خلوّ أجندة القصر من التساهل حين تكون سمعة البلاد على المحك.
«المغرب 2030».. هيكل جديد لتدارك التأخر
ولتعزيز التنسيق بين المرافق الحكومية، صادقت الحكومة في 10 يوليوز الجاري على إحداث مؤسسة «المغرب 2030»، وهي هيئة ستتولى تتبع وتنزيل مشاريع المونديال وكأس أمم إفريقيا 2025، وضمان التزام جميع المتدخلين العموميين والخواص بالمعايير التقنية والزمنية المطلوبة .
ويحمل هذا التحذير الملكي دلالة سياسية قوية مفادها أن التقاعس مرفوض، وأن أي إخلال بالآجال قد يضع المسؤولين تحت طائلة المحاسبة الفورية. كما يبعث برسالة طمأنة للشركاء الدوليين بأن المغرب يضع مصداقيته وسمعته في صدارة أولوياته، وأن ورش مونديال 2030 ليس مجرد حدث رياضي، بل مشروع تنموي شامل يمتد أثره لسنوات ما بعد البطولة.