مشاعر معروضة : Easel ينهي موسمه الفني بالصويرة على إيقاع الإبداع
في قلب المدينة العتيقة الصويرة، حيث تتعانق نسمات الأطلس بملوحة الأطلسي، خطّ محترف Easel فصلاً جديدًا من فصول الإبداع، باختتام دورته السنوية لعام 2025 بمعرض فني استثنائي احتضنه فضاء دار الصويري يوم الأربعاء 2 يوليوز الجاري .
منذ تأسيسه سنة 2018، لم يكن المحترف مجرد ورشة للرسم، بل صار منارة للفن وفضاءً جامعًا للأجيال، حيث يلتقي الأطفال، واليافعون، وكبار السن في عالم تتنفس جدرانه الألوان وتنبض تفاصيله بالحس الإبداعي.
ملتقى الأجيال حيث يولد الإلهام
يُعد محترف Easel مختبرا إنسانيا وجماليا بامتياز، تتقاطع فيه التقنيات والأساليب، من الرسم إلى النحت، ومن ألوان الزيت إلى الأكريليك، في تناغم يعكس ثراء التجارب وتنوع الخلفيات، ما يجعل من كل عمل فني رسالة ذاتية وجماعية في آنٍ معًا.
جمال مشعار ربان التجربة وروحها
يقود هذا التيار الفني الفنان التشكيلي جمال مشعار، ابن مدينة تيفلت والمقيم بالصويرة منذ سنة 2007، والذي كرّس مساره لتكوين جيلٍ جديد من الفنانين يحملون الوعي الجمالي ويؤمنون بأن الفن أداة للتواصل والتغيير. وفي تصريحه، يقول مشعار:
“الفن لا يكتمل إلا حين يُمنح للحضور، حين يُشارك ويُحتفى به”.
“مشاعر معروضة”.مرآة الذات وروح الجماعة
المعرض الختامي لهذه السنة، الذي حمل عنوان “مشاعر معروضة: مواهب Easel تبوح بذاتها”، كان بمثابة سيمفونية بصرية اجتمعت فيها الأحاسيس والرؤى في توليفة فنية آسرة، حيث دعيت الأنظار لتتأمل، والقلوب لتتفاعل، والعقول لتُعيد اكتشاف الجمال في تفاصيله الصغيرة.
الفن كرسالة حياة
في زمن تتسارع فيه الإيقاعات، يظل محترف Easel مساحة استثنائية للتأمل والخلق، نافذة تنفتح على الذات والعالم، وجسرا يربط بين التراث المغربي الأصيل وحس الحداثة المعاصرة. هو أكثر من مجرد محترف، بل مشروع ثقافي إنساني يسعى لغرس بذور الجمال في عمق الإنسان والمجتمع.
وسط هدوء الصويرة وجمالها، يواصل محترف Easel إشعاعه الثقافي، حاملا لواء الفن كرسالة تتجاوز الزمان والمكان، وتمنح للإنسان فرصة أن يكتب تاريخه… بالألوان.