تجربة مغربية تلقى النجاح في طب العيون: تقنيات جديدة لإزالة المياه البيضاء
تمكن أطباء عيون مغاربة من إحراز تقدم علمي بارز من خلال تطوير تقنيات جراحية مبتكرة لإزالة المياه البيضاء في الحالات المتقدمة. حيث عُرضت هذه التقنيات في المؤتمر الأوروبي الأخير لطب العيون في برشلونة بإسبانيا، وهي بمثابة سابقة علمية في المغرب وابتكار يستهدف تبادل الخبرات مع أطباء من جميع أنحاء العالم.
وضم فريق تطوير التقنيات البروفيسور محسن البقالي والدكتورة زكية عربي والدكتورة سهام أودانان، الذين عملوا بلا كلل لسنوات على ابتكار تقنيات جديدة تجعل جراحات إزالة المياه البيضاء أسهل من الناحية الفنية، وتتجنب مضاعفات الجراحة التقليدية لدى بعض المرضى.
يقول البروفيسور البقالي، اختصاصي أمراض العيون في الرباط: “إن تقنياتنا الجديدة تعتمد على الذبذبات الصوتية، وهي الخيار الأمثل بالنظر إلى سرعتها ودقتها، بالإضافة إلى أنها توفر رؤية جيدة للمريض، إذ لا يتجاوز حجم الجرح 2 ميليمتر فقط”.
ويؤكد البقالي أن هذه التقنية الجديدة تتيح تجنب المضاعفات، وتقصر وقت العملية، وتجعلها أكثر أمانًا، وذلك من خلال تجنب الإجراءات المستخدمة في التقنيات السابقة والتي كانت تضعف العين.
وتعليقًا على مدى مساهمة هذه التقنيات في تطوير طب العيون في المغرب، يضيف البقالي: “لقد أصبحنا قادرين الآن على إجراء جميع الجراحات المتعلقة بأمراض العيون في المغرب، ولم يعد هناك مرض يستلزم السفر إلى الخارج لإجراء العملية الجراحية”.
وتُعد المياه البيضاء السبب الرئيسي لفقدان البصر في جميع أنحاء العالم، حيث تُجرى ما بين 50 إلى 60 مليون عملية سنويًا حول العالم، بينما تُجرى في المغرب حوالي 200 ألف عملية سنويًا، وهو عدد يمثل ما بين 30 إلى 40٪ فقط من الاحتياج الفعلي.
وأشار البقالي إلى أن شريحة كبيرة من المرضى تحتاج إلى إجراء جراحات لإزالة المياه البيضاء، لكنها لا تُجرى بسبب الأسباب المالية أو بسبب عدم الوعي بالإصابة.
ومع إمكانية الاختيار بين التقنيات الجراحية الجديدة فائقة التطور، أصبح مرضى المياه البيضاء في المغرب يحظون الآن بأفضل فرصة لاستعادة بصرهم بأمان وفعالية.