مكافحة التهريب و غسل الاموال في قلب استراتيجية الجمارك الجديدة
كشفت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة عن مخططها الاستراتيجي الخماسي، الذي تهدف من ورائه إلى دعم السياسة الاقتصادية الوطنية، وتعزيز المداخيل، ومواصلة ورش التبسيط من خلال الرقمنة، والمساهمة في حماية المواطنين وتعزيز تنافسية المقاولات وكذا منظومة مكافحة الإتجار غير المشروع.
مكافحة التهريب وغسل الأموال
تروم تلك الإدارة عبر مخططها الاستراتيجي الرابع للفترة الممتدة ما بين 2024-2028، تعزيز آليات مكافحة التهريب من خلال اعتماد الوسائل اللوجستية والتقنية الحديثة، مثل الدراجات النارية والطائرات بدون طيار “الدرونات”.
وتهدف هذه الاستراتيجية، وفقا للمصدر ذاته، إلى تعزيز المراقبة والتدخلات الميدانية، مما يعزز ويقوي عملية مكافحة التهريب وحماية المصالح الاقتصادية للبلاد.
وورد ضمن هذه الاستراتيجية الجديدة أنه سيتم التركيز بشكل خاص على مراقبة المسافرين، من خلال تحسين وتعزيز نظام الاستهداف (الوصول إلى بيانات شركات نقل المسافرين) بالإضافة إلى تعزيز التواصل والتعريف بالمنتجات المتاحة للمسافرين.
وفي إطار مهامها المتعلقة بمكافحة غسل الأموال، التزمت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بنشر إطار قانوني وتقني خاص بقطاع الأحجار الكريمة. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز إمكانية التتبع والشفافية للمعاملات المتعلقة بهذه البضائع الثمينة.
وأكدت الإدارة عزمها تحديث نظام دمغة المعادن والأحجار الكريمة مما سيمكن من تنمية قدرات الموظفين وصقل مهاراتهم وتحسين تقنيات إصدار الشهادات وكذا المراقبة، وذلك من خلال الاستفادة من تقنية دمغة الليزر المتقدمة.
وكشفت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة عن إمكانية إنشاء مركز إشراف وطني مخصص للرصد والمتابعة، فضلا عن تنسيق عمليات المراقبة والتدخل.
ويهدف هذا المركز إلى ضمان المراقبة المستمرة للعمليات الميدانية من خلال الاستعمال الأمثل لآليات المراقبة المتاحة مثل الكاميرات المتنقلة الفردية (Body-Cams) ونظم المراقبة بالكاميرات ونظام تحديد المواقع GPS.
تعزيز الحكامة الداخلية وجودة الخدمات
أكدت إدارة الجمارك تبني “استراتيجية بيانات”، بغرض تفعيل منصة البيانات الضخمة التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية بهدف الاستغلال الأمثل لهذه البيانات وبالتالي إنشاء نظام بيئي قوي للاستفادة الكاملة من الكميات الهائلة من البيانات المتاحة.
وفيما يخص المراقبة الداخلية، أوضحت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة أنها ستعمل على تطبيق نظام مراقبة يعتمد على النهج القائم على المخاطر وعلى تطوير أدوات مبتكرة لضمان فعالية المراقبة.
ورد بخارطة الطريق التي كشفت إدارة الجمارك عنها أنها ستعمل على وضـع منهجيـة للبحـث والابتـكار، ترمي إلى تشـجيع ابتـكار حلـول جديـدة ذات تأثيـر ملمـوس، وذلـك مـن خلال إرسـاء نهـج تشـاركي دائـم لبحـث ودعـم الأفـكار المبتكـرة، الهـدف مـن ذلـك خلـق بيئـة مواتيـة لبـروز أفـكار جديـدة وتحفيـز تطويرهـا إلـى حلـول ملموسـة ومسـتدامة بغيـة تحقيـق تقـدم كبيـر علـى مسـتوى سـير العمـل وتطـور الخدمـات.
تعزيز القدرات الداخلية
وفقا لاستراتيجية إدارة الجمارك سيتم إرسـاء نظـام حديـث لتدبيـر المـوارد البشـرية يواكـب التحديـات الجديـدة، مـن خلال إعـادة إنجـاز برامـج التدريـب وتوسـيع نطاقهـا، والاسـتفادة مـن آليـات التعلـم الحديثـة، وتعزيـز قـدرات هيئـة المدربيـن، وتوطيـد التعـاون مـع المؤسسـات والمنظمـات الشـريكة.
كما تعتزم اعتمـاد مشـروع اسـتراتيجي غنـي بهـدف تحسـين أدائهـا وتحقيـق الأهـداف المرسـومة لهـا. ويشـمل هـذا المشـروع، علـى وجـه الخصـوص، ملاءمـة تنظيـم الفيالـق مـع المتغيـرات المسـتجدة، وحسـن تدبيـر المـوارد وتحديـث عملهـا مـن خلال تزويدهـا بالآليـات اللازمـة للقيـام بواجباتهـا ووظائفهـا علـى أكمـل وجـه.
كما أكدت عزمها علـى تحسـين ظـروف عمـل موظفيهـا، وسيشـمل هـذا المشـروع تطويـر وتحديـث فضـاء العمـل بهـدف خلـق الظـروف المواتيـة لتحقيـق المردوديـة الجيـدة.
ترسيخ التحول الرقمي وتعزيز الشراكة
كشفت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة عن تدابير تبسـيط وتسـريع الإجـراءات الإداريـة للمرتفقيـن، ورفـع جـودة وشـفافية الخدمـات الجمركيـة، حيث تعتزم خلال الخمس سنوات المقبلة اسـتكمال ورش إزالـة الطابـع المـادي عـن المسـاطر الجمركيـة، مـن خلال رقمنـة باقـي الإجـراءات التـي لـم يتـم تحويلهـا بعـد.
ولتحقيـق هـذه الغايـة، سيشـمل هـذا الـورش رقمنـة “تصاريـح النقـل الدولـي الطرقـي للبضائـع” ودفاتـر النقـل البـري الدولـي” TIR ” و “ATA “، إلـى جانـب التراخيـص الممنوحـة مـن الإدارة والتـي تدخـل ضمـن نطـاق القانـون رقـم 55.19 المتعلـق بتبسـيط المسـاطر والإجـراءات الإداريـة.
وفـي سـياق التطـور الـذي تعرفـه التجـارة الإلكترونيـة، سـيتم إدخـال تحسـينات علـى الإجـراءات الجمركيـة المتعلقـة بالطـرود البريديـة والسـريعة. كمـا سـيتم توفيـر آليـات رقميـة سـهلة الاسـتخدام مـن أجـل تبسـيط الإجـراءات وتحسـين تجربـة الزبناء-المرتفقيـن.
تكييف الجبايات الجمركية وتعزيز المداخيل
تعتزم إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة تحسـين نجاعـة أداء مصالحهـا وجـودة خدماتهـا لتعزيـز قدراتهـا الاسـتراتيجية والرفـع مـن مسـتوى المداخيـل الجمركيـة، حيث ستواصل ورش إعـادة قـراءة النصـوص القانونيـة والتنظيميـة، وذلـك بدمـج ظهيـر مدونـة الجمـارك والضرائـب غيـر المباشـرة وظهيـر الضرائـب غيـر المباشـرة فـي مدونـة واحـدة شـاملة.
ومـن أجـل مواجهـة التحديـات الجبائيـة المتعلقـة بالمحروقـات، وبهـدف مكافحـة مختلـف أشـكال الغـش فـي هـذا المجـال، التزمت إدارة الجمارك بتحسـين تنظيـم هـذا النشـاط مـع إدخـال الآليـات الحديثـة الملائمـة (دفاتـر التحملات للمسـتودعات، العامـات الضريبيـة، إلـخ).
مواكبة السياسات الاقتصادية الوطنية والمشاريع المهيكلة
أعلت إدارة الجمارة والضرائب غير المباشرة ضمن استراتيجيتها الجديدة عن إطلاق برنامـج ” جمـارك إفريقيـا- AfriDouane”، الـذي يهـدف إلـى تعزيـز التعـاون جنوب-جنـوب وتجويـد قـدرات إدارات الجمـارك الإفريقيـة الشـريكة مـن خـال تبـادل المعرفـة والخبـرات وتقديـم المسـاعدة التقنيـة.
وأكدت إدارة الجمارك أن تأسـيس شـبكة مـن الملحقيـن الجمركييـن بالخـارج سوف يساهم فـي تعزيـز تواجـد إدارة الجمـارك والضرائـب غيـر المباشـرة علـى مقربـة مـن شـركاء المغـرب الرئيسـيين، بمـا يخـدم أهـداف تشـجيع الاسـتثمار ومكافحـة الغـش عبـر الحـدود.
ويهـدف هـذا المسـعى، وفقا للمصدر ذاته، إلـى تعزيـز علاقات التعـاون التقنـي مـع جمـارك البلـدان الشـريكة، وتعزيـز موقـف المغـرب علـى السـاحة الدوليـة مـن خلال التواصـل الفعال مـع مختلـف الهيئـات الدوليـة، مثـل منظمـة الجمـارك العالميـة والاتحـاد الأوروبـي والاتحـاد الإفريقـي والجامعـة العربيـة.
كما كشفت أنها ستعمل علـى دعـم مشـاريع إنشـاء وتشـغيل مينائـي الداخلـة الأطلسـي والناظور غرب-المتوسـط، فضلا عن مواكبـة أشـغال التوسـعة والتحديـث لمينـاء طنجـة المتوسـط.