مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إتجاه دول الساحل..خطوة رائدة نحو هيكلة جديدة للجنوب الأطلسي
أبدى جلالة الملك محمد السادس، في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، حرصًا شديدًا على تحفيز التعاون وتعزيز الربط بين دول الساحل الإفريقي والمحيط الأطلسي. وترتكز رؤيتة جلالة الملك على تطوير المجال الساحلي وجعله مندمجا في النسيج الاقتصادي الوطني، خاصة فيما يتعلق بالواجهة الأطلسية للصحراء المغربية.
وأكد جلالة الملك على أهمية تأهيل البنية التحتية لدول الساحل وربطها بشبكات النقل والتواصل الإقليمي، وأعرب جلالته عن استعداد المغرب لتقديم الدعم من خلال توفير بنياته التحتية، بما في ذلك الطرق والموانئ والسكك الحديدية، بهدف تحقيق تحول اقتصادي في المنطقة.
وبرى العديد من المحللين السياسيين أن مشروع الربط الساحلي الأطلسي الذي تقدم به المغرب يعد بديلًا أفقيًا وعموديًا للصيغ الإفريقية الأخرى مثل “G5″ و”ECOWAS”. وقد أشار بعض المحللين إلى محاولة فرنسا عرقلة هذا المشروع، وذلك عبر وكيلتها في شمال افريقيا “الجزائر”، مؤكدين أن دول الساحل ستلعب دورًا هامًا في تحقيق ربط أطلسي كبير.
وخلال مؤتمر مراكش الذي عقد في ديسمبر 2023، تم التوقيع على اتفاق بين دول الساحل والمغرب، وهو خطوة أولية نحو تنفيذ المبادرة الملكية. وأكد وزراء بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، وتشاد التزامهم بتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وتعرف العلاقات بين المغرب ونيجيريا تطورا ملحوظا، وتشمل عدة اتفاقيات شراكة، بما في ذلك مشروع أنبوب الغاز بين البلدين. وفي اتصال هاتفي مع رئيس نيجيريا، تناول جلالة الملك محمد السادس الدينامية الإيجابية للعلاقات الثنائية ومشروع خط الغاز الأطلسي الإفريقي.
وفي سياق تطوير البنية التحتية، يسعى المغرب إلى تحقيق تواصل كهربائي مع دول غرب إفريقيا، حيث أعلن رئيس الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء عن مشروع لتبادل الطاقة الكهربائية في المنطقة. كما أجريت دراسات لربط كهربائي بين المغرب وموريتانيا، ويهدف هذا الجهد إلى ربط الدول المغاربية بغرب إفريقيا اقتصاديًا وتقنيًا.
ويشكل مشروع ميناء الداخلة الأطلسي جزءًا من رؤية جلالة الملك لتنمية شاملة ومستدامة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث يهدف إلى تعزيز الأنشطة الصناعية واللوجستية. ويعكس هذا المشروع التزام المملكة بالتنمية على الواجهة الأطلسية، مع التركيز على التكامل الإقليمي والتعاون مع دول الساحل الإفريقي.
تهتبر هذه المبادرات التنموية والتعاونية التي يقودها المغرب استراتيجية رائدة تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في المنطقة، وتعزيز التواصل والتجارة بين دول الساحل والمجتمع الدولي.