“بريكست” هل سيتحول المغرب إلى منصة تجارية لبريطانيا في أفريقيا؟

Imou Media11 يناير 2024
“بريكست” هل سيتحول المغرب إلى منصة تجارية لبريطانيا في أفريقيا؟

“بريكست”.. هل سيتحول المغرب إلى منصة تجارية لبريطانيا في أفريقيا؟

يعتبر المغرب ومصر من بين أكبر الفائزين من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي “بريكسيت” من الناحية التجارية، بفضل زيادة كبيرة في صادراتهما من الفواكه والخضر، على عكس الشركاء التجاريين الأوربيين السابقين للمملكة المتحدة، في ظل تقارب مغربي- بريطاني يسير نحو تحويل المملكة إلى منصة تجارية لبريطانيا في أفريقيا.

هذا التوجه أكدته تصريحات ألستير ماكفيل، مبعوث الحكومة البريطانية لقمة الاستثمار البريطانية الإفريقية 2024، التي يرتقب أن تنعقد يومي 23 و24 أبريل المقبل بلندن، حين أكد في لقاء مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بالقول، “نتطلع إلى بناء شراكة عصرية وذات منفعة متبادلة، تقوم على الاحترام، مع المغرب وبلدان أخرى”.

ومنذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي، اتجهت البلاد نحو أسواق خارجية أخرى لتلبية احتياجاتها الأساسية وتزويد أسواقها. وبشكل طبيعي، اختار المفاوضون البريطانيون أسواق شمال أفريقيا المعروفة والمشهود لمنتجاتها الطازجة وجودتها وكميتها وأمانها.

وظهر المغرب بالتالي في مقدمة قائمة الشركاء التجاريين الذين استهدفتهم لندن. وبالتالي، زادت الواردات البريطانية من خارج الاتحاد الأوربي من 47% إلى 51% منذ خروجها من منطقة الأورو.

ومع المملكة، ارتفعت واردات الفواكه والخضر (الطازجة والمجففة والمجمدة) بنسبة 200% بين سنتي 2020 و2022، و150% مع مصر خلال نفس الفترة، وفقًا لموقع “إكسبريس”. البريطاني

وفي التفاصيل، قامت المملكة المتحدة خلال السنة الماضية بإنفاق حوالي 160 مليون جنيه إسترليني على واردات التوت والفراولة والتوت الأزرق المغربية، بالإضافة إلى 163 مليون جنيه إسترليني على الطماطم، و36 مليون جنيه إسترليني على البرتقال من صنف “المندرين”.

وتدور واردات المملكة المتحدة من الفواكه والخضر المغربية أساسا حول الطماطم و”المندرين” والتوت، والتي تتمتع بشعبية واسعة بين الأسر البريطانية. وتشمل أيضا الفلفل الحلو، والكوسة، والخيار، والبروكلي، والقرنبيط، والبطيخ، والأفوكادو.

وفي هذا الصدد، أوضح عبد الرزاق الكوني، باحث في الاقتصاد الدولي ومستشار بالأسواق المالية، في اتصال هاتفي مع “اقتصادكم”، أن بريطانيا منذ اتخاذها قرار الخروج من منظومة الأورو “بريكسيت”، تحول اهتمامها فورا إلى أسواق أخرى، تحديدا السوق الأفريقية الأقرب جغرافيا، من أجل تأمين حاجياتها الداخلية من المواد الاستهلاكية، خصوصا الخضر والفواكه.

بالنسبة إلى المغرب، يضيف الكوني، شكل هذا الوضع فرصة له، مستفيدا من استعداده المسبق وقدراته التصديرية العالية، ليفتح صفحة جديدة في علاقاته التجارية مع بريطانيا، موضحا أن هذه الأخيرة أصبحت ترى في المملكة منصة تجارية لها في القارة السمراء، تتيح لها تأمين عبور استثماراتها وزيادة نجاعة عمليات استيرادها.

وخلال خمس سنوات، وبسبب البروتوكولات المعقدة للاستيراد وتضخم أسعار الغذاء، سجل الشركاء التقليديين للمملكة المتحدة انخفاضاً في حصتهم في السوق. وهو الحال مع بلجيكا وفرنسا التي شهدت انخفاضاً يقارب نصف وارداتها.

ومع ذلك، استفادت من هذه الانخفاضات في منطقة الأورو الأخرى، دول أوربية أخرى تتمتع بأسعار أكثر تنافسية، مثل بولندا وإسبانيا التي شهدت زيادة في صادراتها إلى بريطانيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.