أكادير : حزمة إجراءات وتأديبات بمستشفى الحسن الثاني بعد زيارة وزير الصحة
ن عمر بالكوجا أكادير
في صباح اليوم الثلاثاء 16 شتنبر الجاري حلّ وزير الصحة أمين التهراوي بمدينة أكادير في زيارة ميدانية وُصفت بـ”المفاجئة”، لكنها – وكما جرت العادة – كانت مُحكمة التنظيم والتنسيق، حتى بدا أن المفاجأة الوحيدة التي حملتها هي اكتشاف الرأي العام لاسم وزير الصحة الجديد!
الوزير، الذي طلب مسبقاً من إدارة المستشفى عدم القيام بأي “رتوشات تجميلية” تسبق زيارته، أراد أن يرى الوضع الصحي على حقيقته: الجدران المتشققة، الأسرّة المهترئة، رائحة الأدوية المختلطة بالمجاري، والأجهزة المعطلة. لكن الحقيقة انتظرته بابتسامة بروتوكولية في مدخل المستشفى، وكاميرات الإعلام العمومي جاهزة لالتقاط كل لحظة.
الزيارة جاءت على خلفية احتجاجات حاشدة شهدتها أكادير الأحد الماضي تنديداً بتردي الخدمات الصحية. وخلال جولته، أعلن الوزير التهراوي عن سلسلة من القرارات “العاجلة” وغير المسبوقة، أبرزها:
إعفاء مدير مستشفى الحسن الثاني.
إعفاء عدد من مسؤولي المندوبية الإقليمية والمديرية الجهوية للصحة.
إنهاء عقود شركات النظافة والحراسة المتقاعسة عن أداء مهامها.
تزويد المستشفى بالأدوية والمعدات الطبية اللازمة بشكل فوري.
اتخاذ إجراءات تأديبية صارمة في حق الأطر الطبية المتغيبة باستمرار.
إطلاق برنامج شامل لتأهيل وتجديد المستشفى في إطار اتفاقية شراكة.
وأكد التهراوي في تصريح أعقب زيارته أن لجنة مركزية مختصة كانت تشتغل داخل المستشفى منذ أسبوع كامل، رفعت له تقارير مفصلة حول حجم الاختلالات التي تعيشها هذه المؤسسة الحيوية، وهو ما دفعه لاتخاذ قرارات جذرية لتغيير الوضع جذرياً.
ورغم أن الكاميرات وثّقت الوزير وهو يتنقل بين أروقة المستشفى، ورغم القرارات الصارمة التي اتخذت في أعقاب الزيارة، إلا أن المرضى ما زالوا في الطوابير ينتظرون العلاج كما كانوا قبل الزيارة. ويبقى السؤال الذي يطرحه الرأي العام: هل تكون هذه المرة فعلاً بداية إصلاح حقيقي للقطاع الصحي بالجهة، أم مجرد “مفاجأة” أخرى تضاف إلى أرشيف البروتوكول الرسمي؟