بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى انطلاقتها صاحب جلالة الملك محمد السادس نصره الله في 18 ماي 2005، ترأس السيد أحمد حجي والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان لقاء حول برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد الجهة.يوم الخميس 18 ماي الجاري، وقد عرف هذا الحفل التي تم افتتاحه بآيات من الذكر الحكيم، حضور كل من رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، ورئيس مجلس جهة سوس ماسة كريم اشنگلي وأعضاء اللجنة، رؤساء المقاطعات والغرف المهنية ورؤساء المصالح الخارجية وأعضاء أجهزة الحكامة، والصحافة والإعلام وفعاليات المجتمع المدني
وفي سياق استحضار الغاية من هذا الورش الملكي أكد والي الجهة، على أن هذه التظاهُرة الفائقة الأهمية، والتي تُنَظَّم تخليدًا للذكرى الثامنة عشرة لإعطاء الانطلاقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في مثل هذا اليوم من سنة 2005، حيث أعلنَ عنها حفظهُ الله في خطابِه التاريخي الذي وجَّهَهُ جلالتُه يَوْمَها إلى الأمَّة؛
وفي معرض كلمته أكد والي سوس ماسة السيد أحمد حجي على أن المبادرة الوطنية، شكلت منذ انطلاقِها، ورشًا ملكيًا مفتوحًا للتنمية البشرية الْمُجَسِّدَة لفلسفةٍ رائِدَة تهْدِف إلى تقليص العجز السوسيو- اقتصادي وتسْهِيل الإدْماج للفئات الفقيرة والمُعْوِزة وصَوْنِ كرامتها، والعمل على مُعالجة مُعْضِلات الحاجَة والفقْر والإقْصاء والهشاشَة من جُذُورِها، وتكْريس مَبْدَأ التكافُل والتضامُن والتَّآزُر بين مختلف فئات الشعب في كل الظروف والأحوال.
وأضاف السيد الوالي على أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تشكل أيضا مُقاربَة مُبتكَرَة تجعل من العنصر البشري أوْلَوِيَّتَها القُصوى ومِحْوَرَها الأساسي، بالمُوازاة مع الالْتزام بالحكامة الجيدة ونَهْج سياسة القُرب وتجْسيد الديمقراطية التشارُكية في رَصْدِ مظاهِر العجز وأْوجُهِ الخصاص والحاجيات المطروحة وتحديد الأوْلَوِيَّات، وصِياغة وبَلْوَرة مكونات البرامج والمشاريع وتنفيذها وتتبُّعِها بالدقة المطلوبة،وضَمان مُساهمتِها في تشخيص حاجياتها وتلبيَّتِها، في تجاوُزٍ تام للأنْماط البيروقراطية التي عفا عليْها الزمن.
وبخصوص المراحل التي قطعتها، أكد على أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شهدت حتى الآن ثلاثة مراحل مُتتالية، تمحْوَرَت خلال المرحلة الأولى، الممتدَّة ما بين سنتي 2005 و2010، حول أرْبَعَة برامج لتحْسين الأوْضاع الْمَعيشِيَّة لِلفئات الاجتماعية الْمُستهدَفة،في حين عرفت المرحلة الثانية، التي انطلقت سنة 2011، دَفْعَةً كُبرى تَجلَّت في الرفْع من مُخَصَّصاتِها المالية، مِما مَكَنَّها من اسْتهداف العديد من الجماعات القروية والأحياء الحضرية الناقصة التجهيز والدَّواوير الْمَعْزولة، من خلال برنامج التأهيل الترابي.
وضمن كلمته المستفيضة اعتبر والي سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، على أن لقاء يوم الخميس 18ماي2023 مناسبةً لتجْديد العزم على التحسين المستمر لآليَات تنْزيل وتفْعيل البرامج وتكْثيف الجهود المبذولة، فضلا عن التداوُل بين مختلف المُتدخلين والجهات الفاعِلة والشركاء حول سُبُلُ تجْويد الأداء وتنفيذ البرامج والمساهمة في إيجاد الحُلول الناجِعَة وضبْط الإجراءات الكفيلة بتحقيق الأهْداف المُسطَّرة في مجالات الاسْتِماع والتوْجيه والمُواكبة، وتطوير القُدرات لضمان التحكُّم في المُعطيات واستِثمارها وتعْزيز المُكتسبات لِتقوية الوقْع الحميد على الفئات المُستهدَفة، بما ينْسجم مع مضامين المذكرات التوْجيهية ذات الصِّلَة، لترْسيخ دعائم التنميةٍ المُندمجة والحَدِّ من التفاوُتات والفوارِق السوسيو مَجالية، بما يتكامَل مع سائر السياسات العمومية الرامِية إلى تحقيق التنمية المستدامة وبلوغ الإقلاع الاقتصادي الشامل والنهضة الاجتماعية المنشودة.
عذراً التعليقات مغلقة