هل يجرب الاستقلال “القيادة الجماعية” على غرار “البام”؟
قرر نزار بركة، أمين عام الاستقلال، عرض نقطة محورية في اجتماعات اللجنة التنفيذية للحزب اليوم، تتعلق بتحديد موعد انعقاد المؤتمر الثامن عشر، الذي تأخر قرابة سنتين.
وقالت الصباح التي أوردت التفاصيل، أن بركة عانى كثيرا بسبب غياب التوازن وسط الهياكل المسيرة للحزب، وتحمل بصبر هيمنة تيار ولد الرشيد. وتفاديا لحل فروع الاستقلال بسبب إنذار وزارة الداخلية بعد تأخر انعقاد المؤتمر مدة سنتين، تم اقتراح قيادة جماعية لحزب الاستقلال بصفة مؤقتة، ستدرس، ضمن مجموعة من السيناريوهات المحتملة في اجتماع اللجنة التنفيذية.
وراجت لدى استقلاليين إمكانية إحداث لجنة رباعية للقيادة الجماعية بصفة مؤقتة مشكلة من نزار بركة، وحمدي ولد الرشيد، ونور الدين مضيان، وعبد الصمد قيوح، في حال عقد المؤتمر 18 قبل رمضان، بعد إنذار وزارة الداخلية، التي أمهلت الحزب شهرا واحدا، مع الإبقاء على كل الأعضاء المنتخبين حاليا دون تغيير على أمل تحديد موعد عقد مؤتمر استثنائي في السنة الموالية لانتخاب قيادة جديدة قبل حلول موعد الانتخابات.
وأضافت المصادر أن اللجنة التنفيذية التي تعقد اليوم الأربعاء 14 فبراير الجاري ستحسم في السيناريوهات المحتملة لتفادي شق الحزب، إما بقبول مقترح القيادة الرباعية بصفة مؤقتة، في حال انعقاد المؤتمر قبل رمضان بدون تجديد الهياكل الحزبية، أو تحديده في أبريل المقبل وفتحه على كل الاحتمالات بما فيها إعادة تجديد الثقة في بركة، ومنح تيار ولد الرشيد الأغلبية في كل الهياكل المسيرة للحزب للتحكم في كل مفاصله، أو انتخاب ميارة أمينا عاما بصفة مباشرة، وإبعاد بركة وتياره.
ورفض تيار ولد الرشيد مقترح تيار بركة الرامي إلى اقتسام العضوية بالتساوي في مؤسسات المجلس الوطني، واللجنة التنفيذية، والمنظمات الموازية والنسائية والشبابية والروابط المهنية، تضيف الصباح، وشدد على أهمية إبقاء الأغلبية بيده كي يتحكم في مفاتيح مناصب المسؤوليات في الحزب، ما يهدد حتى منصب بركة نفسه في حال انعقاد المؤتمر 18 دون تفاوض حول كيفية انتخاب الهياكل المسيرة للحزب ونيل العضوية فيها.
ولم يعد الاستقلاليون يتحملون تبعات تأخير انعقاد المؤتمر 18، بعد مرور سنتين على موعده القانوني، إذ عبر عشرات القادة عن غضبهم لرهن حزبهم لحسابات ضيقة من قبل بضعة أشخاص طامحين في التحكم في كل أجهزته المسيرة، ما جعلهم في موقف حرج.
وانتقد استقلاليون غياب الحزم لدى بركة في ملف تدبير الحزب، ما جعله لا يفرض أجندة المؤتمر العام لأجل ضخ دماء جديدة في هياكل الحزب المترهلة، التي تعاني شللا وجمودا غير مسبوقين.
ويذكر ان حزب الاصالة والمعاصرة اختار يوم السبت الماضي قيادة ثلاثية للمرحلة المقبلة تقودها فاطمة الزهراء المنصوري كمنسقة لهذا الثلاثي، خلفا لعبد اللطيف وهبي الذي انتهت ولايته على راس حزب الجرار.