نصف شباب المدن عاطلون حصيلة حكومة أخنوش تحت مجهر بنك المغرب
ن عمر بالكوجا أكادير
في سنة حاسمة من عمر الولاية الحكومية، تلقّت حكومة عزيز أخنوش صفعة جديدة بعد صدور التقرير الفصلي لبنك المغرب، الذي كشف عن مؤشرات مقلقة في سوق الشغل رغم مليارات الدراهم التي صُرفت على برامج التشغيل، ورغم الوعود الانتخابية التي رفعتها الحكومة بخلق مليون منصب شغل.
الأرقام صادمة: معدل البطالة بين الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة في الوسط الحضري بلغ 46.9٪، أي أن نصف شباب المدن تقريباً خارج سوق العمل. وعلى الرغم من تراجع طفيف في معدل البطالة العام من 13.1٪ إلى 12.8٪، إلا أن هذا التحسن لم ينجح في التغطية على عمق الأزمة التي تعصف بالفئات الأكثر هشاشة.
وبحسب التقرير، انخفض عدد العاطلين إلى 1.6 مليون شخص (-2.3٪)، لكن معدل النشاط الوطني تراجع إلى 43.4٪ بفعل خروج صافي 32 ألف باحث عن عمل، ما يعكس شعوراً متزايداً بالإحباط واليأس لدى الشباب.
أما على مستوى القطاعات، فبين الربع الثاني من 2024 ونفس الفترة من 2025، لم يخلق الاقتصاد الوطني سوى 5000 منصب شغل، في وقت خسر فيه قطاع الفلاحة وحده 108 آلاف وظيفة. في المقابل، أضاف قطاع البناء والتشييد 74 ألف منصب، والخدمات 35 ألفاً، بينما اقتصر إسهام الصناعة على 2000 منصب فقط.
ويرى خبراء اقتصاديون أن استمرار هذه المؤشرات ينذر بضغط اجتماعي متزايد إذا لم يتم تدارك الأمر بخطط أكثر جرأة وفعالية، داعين إلى الانتقال من البرامج الظرفية إلى استراتيجيات مستدامة قادرة على استيعاب طموحات الشباب ودمجهم في سوق الشغل بشكل منتج.
وبين خطاب رسمي يَعِدُ بمناصب شغل كبرى، وواقعٍ يؤكد أن نصف شباب المدن بلا عمل، يبقى السؤال المطروح: هل تكفي المدة المتبقية لإنقاذ الحصيلة الحكومية، أم أن الملف سيتحول إلى قنبلة موقوتة أمام أي حكومة مقبلة؟
