خلال شهر نونبر 2023، مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط في إشبيليةنظّمت سلسلة من الفعاليات المتنوعة التي تحتفي بالتنوع الثقافي المغربي، مما يعكس عمق العلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا.
برنامج الفعاليات:
4 نونبر: افتُتِح البرنامج في معرض إشبيلية للكتاب بتكريم الكاتب المغربي الراحل محمد شكري، بمناسبة الذكرى العشرين لوفاته. تم التركيز على روايته “الخبز الحافي”، بحضور الكاتبة روسيو روخاس ماركوس والمترجمة مليكة مبارك لوبيز.
7 نونبر: انطلقت دورة السينما المغربية بعرض فيلم “في عينيك أرى وطني” للمخرج كمال هشكار، الذي حضر لمناقشة فيلمه مع الجمهور.
14 نونبر: عُرض الفيلم الوثائقي “أطفال الأندلس”، مسلطًا الضوء على الروابط التاريخية والثقافية بين المغرب والأندلس.
20 و21 نونبر: أُقيم عرضان للأزياء المغربية الراقية، بمشاركة مصممين مغاربة شباب مثل فاطم الفيلالي الإدريسي وأمل بلقايد وقاسم الصح ونسرين الزاكي البقالي وسعد الوادراسي، مما أبرز الإبداع والتنوع في الموضة المغربية.
28 نونبر: عُرضت أربعة أفلام قصيرة لمخرجين مغاربة شباب، تلاها ندوة حول الصناعة السينمائية المغربية بمشاركة الكاتب المسرحي العربي الحارثي ومؤسس مهرجان “أفلام الموبايل” برونو سمادجا.
28 و30 نونبر: أُقيم حفلان موسيقيان؛ الأول لفرقة “زماني” التي تمزج بين الفلامنكو والإيقاعات العربية التقليدية، والثاني للملحنة والمغنية المغربية سكينة فحصي.
مائدة مستديرة: نُظمت جلسة نقاشية حول مدونة الأسرة في المغرب، مسلطة الضوء على التقدم المحرز في تعزيز حقوق المرأة المغربية على مدى العقدين الماضيين.
أنشطة رياضية: أُقيم دوري “متحدون من أجل التنوع” لكرة القدم بمشاركة فرق من شباب إسبانيا والمغرب وأمريكا اللاتينية وإفريقيا المقيمين في الأندلس، بالإضافة إلى دورة في الشطرنج، تعزيزًا للتنوع والتكامل الثقافي.
أهمية الحدث:
يُبرز هذا البرنامج الغني التنوع الثقافي المغربي ويعزز التقارب بين الثقافتين المغربية والأندلسية. من خلال تسليط الضوء على الفنون والسينما والأدب والموسيقى والرياضة، تُعزز هذه الفعاليات الفهم المتبادل وتوطد العلاقات الثقافية بين البلدين، مما يعكس القيم المشتركة ويُبرز التراث المشترك الذي يشكل أحد ركائز العلاقات المغربية-الإسبانية.
يُعتبر قصر المورق، المعروف أيضًا باسم “ريال ألكازار دي إشبيلية”، من أبرز معالم إشبيلية التاريخية، حيث يعكس تمازج العمارة الإسلامية والمسيحية عبر العصور. بُني القصر في الأصل كحصن عام 914م خلال الحكم الأموي، وتحوّل لاحقًا إلى مقر للحكام المسلمين، مع توسعات وتحسينات مستمرة. بعد استعادة الإسبان لإشبيلية عام 1248م، أصبح القصر مقرًا للملك فرناندو الثالث، وشهد إضافات معمارية تعكس الفن المدجن، الذي يمزج بين الطرازين الإسلامي والمسيحي. أدرجت اليونسكو القصر كموقع للتراث العالمي عام 1987م، مما يجعله وجهة سياحية رئيسية تستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم.
يُبرز القصر تصميمات معمارية فريدة، مثل قاعة “باتيو ديل يسو” التي تعود للقرن الثاني عشر الميلادي، والتي أعيد بناؤها في القرن التاسع عشر، وتُظهر مزيجًا رائعًا من التأثيرات العربية والقوطية. يُعتبر أيضًا قصر بيتر الأول، الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر، من أجمل المباني في الألكازار، حيث يُعد مثالًا مذهلًا للفن المدجن، الذي استخدمت فيه تقنيات ومواد إسلامية ومسيحية.
اليوم، يُعتبر القصر أقدم قصر ملكي لا يزال مستخدمًا في أوروبا، حيث يُستخدم كمقر إقامة للعائلة المالكة الإسبانية خلال زياراتهم لإشبيلية. يستقطب القصر آلاف السياح يوميًا، حيث يمكنهم استكشاف الغرف الملكية، والحدائق الغنّاء، والفناءات المزخرفة التي تعكس تاريخًا غنيًا وثقافة متداخلة.
تُقدَّم جولات مرشدة داخل القصر بلغات متعددة، مما يُثري تجربة الزوار ويُعمِّق فهمهم لتاريخ القصر وتطوره المعماري. بالإضافة إلى ذلك، تُقام في القصر فعاليات ثقافية وفنية على مدار العام، مما يجعله مركزًا حيًا للثقافة والفنون في إشبيلية.
يُوصى بالحجز المسبق للزيارة، خاصة خلال موسم الذروة السياحي، لتجنب الانتظار الطويل. تتوفر خيارات إقامة متنوعة بالقرب من القصر، تتراوح بين الفنادق الفاخرة والبيوت التقليدية ذات الطراز الأندلسي، مما يمنح الزوار تجربة إقامة مميزة تعكس روح المدينة وتاريخها العريق.
يُعد قصر المورق رمزًا للتعايش الثقافي والتاريخ المشترك بين الحضارات، حيث يجسّد تمازج العمارة والفنون عبر العصور، ويُقدِّم للزوار تجربة فريدة لاستكشاف تاريخ إشبيلية الغني والمتنوع.
بقلم الحسين وايشو