كارثة بيئية صامتة على الطريق 1001 بأورير: الأشجار تُقطع… والطبيعة تستغيث
تشهد جماعة أورير، شمال مدينة أكادير، موجة استياء عارمة بعد شروع جهات مجهولة – أو بتعليمات غير مفهومة – في قطع عدد من الأشجار المنتشرة على طول الطريق الإقليمية رقم 1001، في مشهد أثار غضب الساكنة المحلية والمهتمين بالشأن البيئي على حد سواء.
هذا الفعل الذي يبدو بسيطًا في ظاهره، يشكل جريمة بيئية بكل المقاييس، إذ لا يتعلق فقط بإزالة غطاء نباتي، بل بطمس جزء من هوية المنطقة وتراثها الطبيعي الممتد لعقود.
الأشجار التي تحولت إلى “ذاكرة صامتة”
الأشجار، ومعظمها من نوع الكاليبتوس، لم تكن مجرد غطاء أخضر يزيّن الطريق، بل كانت بمثابة “ذاكرة صامتة” عايشت تحولات المنطقة، ورافقت أجيالًا من السكان والمسافرين.
لقد شكّلت هذه الأشجار مظلة طبيعية على امتداد الطريق، تقي من حرارة الشمس، وتمنح المكان رونقًا خاصًا وبيئة متوازنة.
إلا أن قرار قطعها – دون توضيح رسمي واضح – خلّف صدمة لدى الأهالي الذين يعتبرونها رمزًا للهوية البيئية والاجتماعية لأورير.
تداعيات بيئية مقلقة
خبراء بيئيون حذروا من أن إزالة هذا الغطاء الأخضر سيؤدي إلى تدهور جودة الهواء وارتفاع درجات الحرارة المحلية، إلى جانب فقدان موائل طبيعية لعدد من الطيور والحيوانات الصغيرة.
كما أن هذه الأشجار كانت تمتص ثاني أوكسيد الكربون وتحد من الغبار والتلوث، ما يجعل قطعها عملاً يُضعف التوازن الإيكولوجي المحلي ويزيد هشاشة المنظومة البيئية بالمنطقة.
صوت الساكنة: “الطريق بلا أشجار… طريق بلا روح”
عدد من سكان أورير عبروا عن سخطهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن هذه الأشجار كانت جزءًا من ذاكرتهم الجماعية ومتنفسهم الطبيعي.
وقال أحد النشطاء المحليين:
> “كنا نمر من هذا الطريق يوميًا ونشعر أننا وسط لوحة طبيعية. اليوم، بعد قطع الأشجار، تحوّل المكان إلى فضاء قاحل لا حياة فيه.”
دعوات للمساءلة والحماية
في ظل غياب تبرير رسمي واضح، تطالب فعاليات بيئية وحقوقية السلطات المعنية بـفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات، وتوضيح الأسباب التي دفعت إلى تنفيذ هذه العملية.
كما دعت الجمعيات البيئية إلى إطلاق مبادرات تشجير جديدة تعيد للمكان توازنه البيئي، وتشجع على إشراك الساكنة في برامج حماية البيئة المحلية.
نحو وعي بيئي مسؤول
قضية الطريق 1001 ليست حادثًا معزولًا، بل تذكير صارخ بأن البيئة ليست ملكًا لأحد، بل مسؤولية الجميع.
إن حماية الأشجار ليست ترفًا بيئيًا، بل ضرورة للحفاظ على صحة الإنسان، وجودة الحياة، واستدامة الموارد.
ما حدث في طريق أورير ليس مجرد قطع أشجار، بل صفعة للطبيعة والوعي الجماعي.
لقد حان الوقت لإدراك أن حماية الأشجار ليست شعارًا بيئيًا، بل فعل وطني وإنساني وثقافي يجب أن يُترجم إلى سياسات واضحة وممارسات مسؤولة.