فرنسا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بعد تسلّم مشتبهَين من المغرب
أعلن مكتب المدعي العام في تولوز، يوم الأحد 30 نونبر 2025، عن خطوة قضائية بارزة تمثلت في تسلّم فرنسا اثنين من مواطنيها من السلطات المغربية، في سياق عملية واسعة النطاق تستهدف شبكة دولية لتهريب المخدرات تنشط بين إسبانيا وفرنسا. وجرى وضع المشتبهَين، البالغين 27 و28 عاماً، تحت الحجز الاحتياطي منذ الجمعة 28 نونبر، بعد إخضاعهما لتحقيقات مكثفة.
اتهامات ثقيلة… وارتباط بشبكة “مزارعي أراي”
ووفق بيان المدعي العام دافيد شارماتز، فإن المشتبه بهما يُلاحقان بتهم تشمل “الاتجار بالمخدرات، والاستيراد المنظم للمواد المخدرة، وغسل أموال ناتجة عن أنشطة غير شرعية”، وذلك خلال فترة امتدت من يناير 2021 إلى فبراير 2024.
ويُعتقد أن الرجلين من بين القيادات النشطة فيما يعرف بـ”شبكة مزارعي أراي”، وهي منظمة إجرامية تعمل أساساً من برشلونة تحت إشراف جهات راعية تستخدم تطبيق “تيليغرام” للتنسيق والتوجيه.
وكانت السلطات الفرنسية قد أصدرت في أبريل 2024 مذكرة توقيف أوروبية بحق المشتبهين، إضافة إلى اثنين آخرين من قيادات الشبكة، بعد فرارهم إلى المغرب. وفي يونيو الماضي، نجحت السلطات الفرنسية في توقيف أول أفراد القيادة الأربعة عقب عودته إلى البلاد، حيث وُجهت إليه اتهامات رسمية وزُجّ به في السجن.
تعاون قضائي مغربي–فرنسي يُسقط الهاربين
وفي فبراير 2025، ألقت السلطات المغربية القبض على اثنين آخرين من أعضاء القيادة الإجرامية — وهما من ذوي السوابق — قبل أن يتم تسليمهما رسمياً إلى فرنسا الأسبوع الماضي، ما اعتبرته النيابة العامة تطوراً مهماً في مسار التحقيق.
وأوضح شارماتز أن القضاء الفرنسي يواصل العمل من أجل تأمين تسليم باقي المتورطين الفارين.
تحقيق انطلق بعد محاولة اغتيال
وتعود خيوط التحقيق الأساسي إلى عام 2021، حين فتح قسم الأبحاث في درك تولوز ملفّاً جنائياً عقب محاولة اغتيال يُشتبه في ارتباطها بنشاط الشبكة. ومنذ ذلك الحين، قادت موجتان من الاعتقالات إلى توقيف 40 شخصاً توجَّه إليهم اتهامات رسمية، بينهم 15 رهن الاعتقال حالياً.
طرق تهريب مبتكرة… وغسل أموال عبر العملات المشفرة
وبحسب معطيات التحقيق، اعتمدت المنظمة على تزويد شبكات التوصيل ونقاط توزيع المخدرات في مدن فرنسية عدة، مستعملةً “مخابئ سرية” داخل منطقة تولوز. كما كشفت التحريات عن نقل كميات من الكوكايين من برشلونة بواسطة سيارات مزودة بحجرات هيدروليكية أو خزانات معدلة خصيصاً لتهريب المخدرات.
وفي الجانب المالي، رصدت السلطات عمليات غسل أموال واسعة عبر فواتير مزورة وتحويلات بالعملات المشفرة، في تعاون وثيق بين الشرطة الفرنسية والحرس المدني الإسباني.
الحدود الإسبانية – الفرنسية… شريان رئيسي للتهريب
يُذكر أن الحدود بين فرنسا وإسبانيا تُعد من أهم بوابات دخول المخدرات إلى الأراضي الفرنسية، حيث يُقدّر أن ثلثي المخدرات التي تعبر إلى فرنسا تمر عبر الطريق السريع A9 الممتد على الساحل المتوسطي، وفق تصريحات سابقة للمدعي العام في بربينيان جان ديفيد كافايييه.
وتتوقع السلطات أن يؤدي هذا التقدّم في التحقيق إلى تضييق الخناق على ما تبقى من عناصر الشبكة، التي تُعد إحدى أبرز المجموعات المتورطة في تهريب المخدرات عبر محور برشلونة – تولوز.


































