أكادير: التسوّل ظاهرة تشوه مظهر المدينة وتزعج الزوار.
حين ينكشف المستور وتظهر الحقائق ويصبح الواقع مؤلم لما آلت إليه الأمور على جنبات الطرق والمدرات وإشارة ضوء المرور ، نجد أناس من كل الفئات العمرية نساء ورجال اطفال وبنات بل هناك حتى مختلف الجنسيات يمتهنون التسول بكل أنواعه ! لكن المحزن في النفس أين دور السلطات ؟ اين دورة الجمعيات والمنظمات الإنسانية أين أين !؟ بل أصبح الأمر يشكل خطورة لما يقع من حوادث مفجعة كتلك التي وقعت صبيحة يوم الأحد 28 غشت الجاري على الساعة الثالثة والنصف في ملتقى شارع محمد الخامس وشارع المقاومة بمدينة أكادير ، والسبب الحقيقي وراء هذه الحادثة المميتة السرعة المفرطة والسياقة المتهورة الى أن الضحية هو رجل في عقده الرابع او ازيد يمتهن التسول مصدر للعيش لكن شاءت الأقدار أن تكون نهايته مأساوية وحتى السائق لم يكلف نفسه عناء الوقوف بل لدى بالفرار تارك وراء جثة شخص بدون أدنى رحمة أو شفقة !!!
نماذج كثيرة وعريضة نقابلها هنا وهناك في أغلب المدرات ومداخيل المدن وعلى الأرصفة مهنتهم التسول أو يتحججون ببيع المناديل أو الورود، ونساء قذفت بهن الظروف إلى الشارع ليعشن على إعانات وصدقات المارة و السائقين. مشهد لا يستسيغه ساكنة المدينة ولا يحبذون رؤيته خصوصا وأن المدينة تشهد نهضة عمرانية تشمل بالخصوص تطويرا للبنية التحتية.
السلطات من جانبها تشن حملة ضد المتسولين، وتبذل قصارى الجهود لمحاربة الظاهرة. لكن الساكنة والسياح، وخصوصا زوار المناطق الحيوية في المدينة مازالو يبدون امتعاضهم من انتشار المتسولين و المشردين بشكل ملحوظ في المنطقة السياحية، و بالضبط أمام المطاعم والفنادق، ويرون أن تدخل السلطات لايزال قاصرا في غياب عنصر الألتقايية مع الفاعلين الرييسيين للتأهيل والادماج. مظهر التسول أحيانا يكون خادعا، خصوصا لما يتعلق الأمر بطفل يفترض أن مكانه الطبيعي في المدرسة أو في نشاط يحترم طفولته، يستجدي الناس ببيع بعض الأشياء كالورود، وما هي إلا وسيلة للتحايل على السلطات.
وفي انتظار تدخل ناجع وفعال للمسؤولين من السلطات، تبقى تقاطعات الطرق و الإشارات الضوئية، إضافة للأماكن السياحية نقطا سوداء تعرقل سيرك العادي أو على الأقل تشعرك بالتأسف للحال الذي تعيشه غزالة سوس فيما يخص التصدي لظاهرة انتشار المتسولين والمتشردين.