رئيس الحكومة ورئيس جماعة أكادير ضرورة التنبيه والمحاسبة قبل فوات الأوان
في ظل الوضعية المتعثرة التي تعيشها جماعة أكادير، ومع تزايد تذمر الساكنة من أداء المجلس الجماعي، يُطرح سؤال جوهري حول دور رئيس المجلس، الذي هو في نفس الوقت رئيس الحكومة، في ضبط الإيقاع الداخلي وتنبيه المقصرين والمسيئين إلى واجباتهم.
فقد أصبح واضحًا أن بعض أعضاء المكتب المسير لا يرقون إلى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، سواء من حيث ضعف المردودية أو من خلال سلوكيات تسيء إلى صورة المجلس. ومن بين أبرز الأمثلة على ذلك،السبدة النائبة المكلفة بقطاع الثقافة والتي طلبت وبالمباشر لمن لم يعجبهم حال مدينة الإنبعاث ان يرحلوا !؟ وحتى ثمن التذكرة على حسابها !؟هناك شئ مبهم من هذه السيدة التي حقا فشلت إلى حد الآن في تقديم رؤية واضحة للنهوض بالحياة الثقافية في المدينة، في ظل غياب البرامج والمبادرات الجادة، ما حرم أكادير من لعب دورها كمركز ثقافي وسياحي وطني.
والأمر الأخطر والذي لا يمكن التغاضي عنه خلال الندوة الصحفية للدورة العادية لشهر ماي يتعلق بتصريحات واتهامات كاتب المجلس بطريقة مفاجئة وغير لائقة، على أحد الصحفيين الحاضرين، في سلوك أثار استغراب الجميع، خاصة وأنه صدر عن مسؤول منتخب من المفروض فيه أن يتحلى بروح الحوار والاحترام. هذا النوع من الأجوبة ، والتي وقعت خارج التغطية المباشرة، اعتبره بعض الحاضرين محاولة لإخفاء معالم الواقعة عن أعين المواطنين.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل واصل السيد الكاتب والذي خرج بتصريحات أخرى ضد بعض الصحفيين المحليين، متهِمًا إياه بالابتزاز ! حين تم عتابه عن الإجابة خارج البث المباشر !؟ دون تقديم دلائل واضحة، مما يُعد سلوكا مرفوضا، لأنه يضرب في العمق حرية الصحافة وحق الإعلام في تتبع وتقييم أداء المسؤولين العموميين. مثل هذه التصرفات تُهدد مناخ الثقة والتواصل، وتُسيء لعلاقة المجلس بالإعلام المحلي، الذي يُعد شريكًا أساسيًا في التنمية والحكامة الجيدة.
وعليه، فإن رئيس الجماعة، ورئيس الحكومة في نفس الوقت، يتحمل مسؤولية مضاعفة، وعليه أن يتدخل بشكل واضح وحازم لتنبيه هؤلاء الأعضاء، والتأكيد أن المرفق العمومي ليس مجالًا لتصفية الحسابات أو الاستعلاء على المواطنين والإعلام، بل فضاء للتواضع، والمساءلة، وخدمة المصلحة العامة.
الخلاصة:
إذا أراد رئيس الجماعة أن يكون فعلاً في مستوى التطلعات، فعليه أن يبدأ من داخل مكتبه، بتنقية الأجواء، ووضع حد للتسيب والتهجم، والاشتغال بروح الفريق والمسؤولية. أما التردد أو التجاهل، فسيُحسب عليه، وسيؤدي إلى مزيد من التراجع في ثقة المواطنين في العمل السياسي والمؤسساتي.
م ن. عمر بالكوجا