حي بن سركاو بأكادير حين يتحول الرصيف الأخضر إلى مصدر إزعاج بدل أن يكون متنفساً

Imou Media1 أغسطس 2025
حي بن سركاو بأكادير حين يتحول الرصيف الأخضر إلى مصدر إزعاج بدل أن يكون متنفساً

حي بن سركاو بأكادير حين يتحول الرصيف الأخضر إلى مصدر إزعاج بدل أن يكون متنفساً

في ظل النقص الحاد في المرافق العمومية والفضاءات الخضراء بمدينة أكادير، تتحول أبسط المبادرات البيئية إلى متنفسات تلقائية لفئة من المواطنين الباحثين عن متنفس وسط الزحف الإسمنتي، كما هو الحال مع الشريط الأخضر البسيط على رصيف شارع العيون بحي بن سركاو التجزئة العسكرية الوفاق . إلا أن هذا “المتنفس المؤقت” تحول تدريجياً إلى بؤرة صاخبة للإزعاج ومصدر قلق يومي للسكان المجاورين، في غياب تدخل حقيقي من الجهات المسؤولة.

حي بن سركاو، أحد الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، يعاني من تهميش واضح في مشاريع البنية التحتية الاجتماعية، وعلى رأسها غياب حدائق ومتنزهات عمومية مهيكلة. وهو ما يدفع بالعائلات، خصوصاً ذات الدخل المحدود، إلى استغلال الأرصفة والمساحات العشوائية للترويح عن النفس، خصوصاً خلال أشهر الصيف والعطل.

وفي ظل هذه المعاناة، يجد الشريط الأخضر على امتداد شارع العيون نفسه محاصَراً بالاستخدام المفرط، دون تجهيز أو مراقبة، ما جعله يخرج عن دوره الأصلي كمجرد مساحة خضراء عابرة، إلى ملتقى شعبي فوضوي.

شهادات متطابقة من سكان العمارات المجاورة أكدت أن الوضع لم يعد يطاق، فـالتجمعات تتواصل إلى ساعات متأخرة من الليل، وسط موسيقى صاخبة، حفلات شاي، إعداد الوجبات، وأحياناً مشاحنات بين بعض مرتادي المكان.
وقد أشار بعض السكان إلى تحوله ليلاً إلى ما يشبه “كراكيات مفتوحة”، حيث تسجل سلوكيات مريبة من طرف بعض الشباب، الأمر الذي يؤثر سلباً على الأسر، خاصة تلك التي تضم مسنين أو أطفالاً .

السكان يحمّلون المسؤولية بالدرجة الأولى إلى المجلس الجماعي لأكادير، الذي لم يقدّم أي حل ملموس رغم توالي الشكايات، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى:

إنشاء حدائق مصغرة مجهزة ومُسيّجة تستجيب لحاجيات السكان.

إطلاق حملات تحسيسية حول سلوك الاستغلال الجماعي للفضاءات العامة.

تفعيل دور الشرطة الإدارية لمراقبة الضوضاء والسلوكات المسيئة.

تعزيز ثقافة العيش المشترك واحترام حق الجار في السكينة.

ما يحدث في حي بن سركاو ليس حالة معزولة، بل مرآة لإخفاق سياسات التعمير والتدبير المحلي التي تغفل عن توفير الحد الأدنى من الفضاءات الترفيهية للأحياء الشعبية. إذا لم يتم التحرك الجاد والعاجل، فإن الأوضاع مرشحة للمزيد من التوتر، وقد تُدفع الساكنة إلى الاحتجاج لرفع صوتها ضد هذا التهميش.

حي بن سركاو لا يطلب المستحيل… فقط حقه في فضاء أخضر آمن ونظيف يحفظ كرامة المواطن، لا رصيفاً متعباً يشحن الأعصاب ويزرع الخلاف.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.