حين تفرض عليك النخب : ديمقراطية الواجهة أم استعلاء سياسي؟

Imou Media20 يونيو 2025
حين تفرض عليك النخب : ديمقراطية الواجهة أم استعلاء سياسي؟

حين تفرض عليك النخب : ديمقراطية الواجهة أم استعلاء سياسي؟

عمر بالكوجا أكادير

في دول يفترض انها اختارت طريق الديمقراطية، يكون المواطن هو الأصل، وصاحب القرار، وهو الذي يحدد من يمثله عبر صناديق الاقتراع. لكن الواقع في كثير من الأحيان يكشف عن مفارقات صارخة، إذ نجد أنفسنا أمام نخب سياسية تُفرض علينا فرضا، لا تعبر عن إرادتنا ولا عن همومنا، بل جاءت بفعل تحالفات فوقية، أو بدعم من شبكات المال والسلطة، أو ضمن توافقات حزبية مغلقة لا يهمها سوى الحفاظ على توازنات المصالح.

حين تُفرض عليك النخب، يفقد صوتك قيمته، وتتحول الديمقراطية إلى واجهة شكلية، ويُختزل العمل السياسي في وجوه مألوفة تتناوب على المناصب بدون محاسبة أو تجديد. يغيب الأمل، وتترسخ اللامبالاة، ويبتعد المواطن عن الشأن العام لأنه لم يعد يشعر ان مشاركته تصنع فرقا أو تحدث تغييرا حقيقيا.

الاكثر غرابة ان هذه النخب التي فرضت، لا تتردد في الحديث عن الاصلاح والانصات للمواطن، بينما ممارساتها تعاكس تماما ما تدعيه. تتحدث عن العدالة الاجتماعية، وهي أول من يكرس الفوارق. ترفع شعار الكفاءة، بينما تملأ المناصب بالمقربين والمجربين سابقا في الفشل.

ان فرض النخب على الناس، دون اعتبار لارادتهم ولا تطلعاتهم، هو ضرب من الاستعلاء السياسي، ومقدمة لفقدان الثقة الكلي في المؤسسات. وحين تفقد الشعوب ثقتها، لا تعود الانتخابات سوى طقوس موسمية لتجديد نفس الواقع، ولا تعود الدولة قادرة على تأطير مواطنيها او تعبئتهم حول أي مشروع وطني حقيقي.

الديمقراطية لا تكتمل الا بمشاركة حرة، ومحاسبة جادة، ونخب تنبع من الشعب لا تفرض عليه. غير ذلك، نحن فقط ندير الازمة… لا نحلها.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.