“تطهير ناعم في دهاليز ولاية أكادير… أمزازي يُنهي عهد الولاءات الإدارية!”
في خطوة توصف بـ”التطهير الناعم”، يواصل والي جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي، عملية إعادة ترتيب البيت الداخلي لولاية أكادير، والتي انطلقت فعلياً منذ تعيينه على راس ولاية آكادير بعد الإعفاء السلس لمدير ديوانه السابق، الذي عمر طويلاً في منصبه، محتكماً لعلاقات ونفوذ تَشَكَّل على مدى سنوات.
ويبدو أن الوالي الجديد، القادم من عالم التعليم العالي، يطبق منهجية “التغيير دون ضجيج”، مستهدفاً مفاصل إدارية تعودت على البقاء طويلاً، كما هو الحال مع المسؤولة عن قسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، سلوى بنكيران، التي بقيت في موقعها رغم بلوغها سن التقاعد، في مشهد يعكس رمزية “الخلود الإداري” الذي طبع مرحلة سابقة.
ورغم أن عدداً من الولاة الذين تعاقبوا على الجهة عمدوا إلى التمديد لها في إطار “الترضيات الإدارية”، إلا أن أمزازي قرر أخيراً طي الصفحة، واضعاً حداً لمسار طويل تميز بكثير من الجدل وغياب التجديد.
مصادر مطلعة اعتبرت هذه الخطوة إشارة واضحة للوالي أمزازي الذي يروم القطع مع مرحلة “الإدارة بالولاء” لكي تتراجع لصالح منطق “الحكامة وتدوير النخب”، في انسجام مع توجه الدولة نحو عقلنة التدبير وتخليق المرفق العمومي.
وفي انتظار خطوات أخرى محتملة في ذات السياق، تترقب الأوساط الإدارية والمحلية بالجهة كيف سيواصل الوالي أمزازي هندسة فريقه الإداري، بما يخدم الدينامية الجديدة التي تعيشها أكادير منذ إطلاق برنامج التنمية الحضرية، وتحولات الاستثمار والبنيات التحتية.
ورغم أن قراراته الأخيرة قد تُقرأ في بعض الأوساط على أنها “إقصاء”، إلا أن مصادر مقربة من دواليب الولاية تؤكد أن الوالي سعيد أمزازي يتحرك برؤية واضحة، قوامها ضخ دماء جديدة في مناصب المسؤولية، مع احترام المساطر القانونية وسن التقاعد، دون أي طابع انتقامي أو شخصي.
فالرجل، المعروف بهدوئه وانفتاحه، لا يخوض حملة تطهيرية عبثاً، بل يسعى إلى إعادة التوازن داخل الإدارة الترابية، من خلال اختيار كفاءات تتماشى مع توجهه الجديد، الرامي إلى تحريك عجلة التنمية والاستثمار على مستوى جهة سوس ماسة، بما في ذلك تنفيذ المشاريع الكبرى لأكادير وتحفيز المبادرات الاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا السياق، تشير المؤشرات إلى أن المرحلة المقبلة قد تعرف بروز وجوه جديدة داخل هرم المسؤولية بالولاية، تتمتع بروح المبادرة والانخراط في دينامية الدولة، في أفق جعل الإدارة الترابية رافعة حقيقية للتنمية، لا مجرد موقع للامتياز والاستقرار الوظيفي الطويل.
ومهما تعددت القراءات، فإن ما يجري اليوم داخل ولاية أكادير يؤشر على تحول هادئ لكنه عميق، عنوانه العريض: “القطع مع الجمود… والانخراط في زمن الكفاءة والمحاسبة”.