تحقيق… هكذا فضحت “ملفات بريداتور” ماكرون وانتصاره للتجسس من أجل المال
سلطت “ملفات بريداتور” (Predator Files) الضوء على الجانب المعتم من “إيمانويل ماكرون”، الرئيس الفرنسي الذي حاول ممارسة أستاذيته ووصايته على المغرب بشأن قضية “بيغاسوس”، رغم انتفاء أي دليل يدين المملكة الشريفة، وليظهر للعالمين أن في مقابل ذلك، ساكن الـ”إيليزي” متورط حتى الأذنين في بيع شركة فرنسية لبرمجيات تجسس للعديد من الدول، بمنطق أن الجمل لا يرى سنامه.
وفضحت “ملفات “بريداتور” كيف أن “إيمانويل ماكرون” الرئيس الفرنسي و”آلكسندر بينيلا” مستشاره في الأمن القومي، تورطا إلى أبعد الحدود في مساعدة شركة “Nexa” الفرنسية لبيع برمجية تجسس صممتها شركة “Intellexa” الإسرائيلية، وهي البرمجية التي تحمل مستشار الرئيس الفرنسي مهمة الوساطة من أجل تمكين دولة عربية منها.
وانكشف أن ما اقترفه الرئيس الفرنسي وهو يرمي إلى ابتزاز المغرب عبر السماح بشن حملة تشهيرية ضده في شأن القضية التي ارتبطت ببرمجية “بيغاسوس” التي صممتها شركتها “NSO” الإسرائيلية بدورها، إنما هو “تقية” ومحاولة منه مداراة مدى بشاعة ما يحيكه في الخفاء ضد حرية التعبير وما يسعى إليه من التجسس على الآخرين.
وإذ يقال “ما فائدة عذرية الجسد إن كان الفكر عاهرا”، فإن هذه المقولة ولا محالة مفصلة على مقاس “إيمانويل ماكرون”، الذي بدا أنه يدق بيديه آخر المسامير في نعشه السياسي، كما أنه فعل بفرنسا ما لم يقدر عليه الآخرون وهو يفضح ازدواجية مواقفها، وهي التي تجرأت على محاولة تقديم دروس للمملكة المغربية دون سند قانوني أو حجة دامغة، بينما هي تتمرغ في فضيحة كبرى في آخر المطاف لن تكون إلا شجرة تخفي غابة من الفضائح المتشابكة.
وتجسد جليا عبر فضيحة “ملفات بريداتور”، أن لا صوت يعلو في الـ”إيليزي” على رنين الدنانير وأن “إيمانويل ماكرون” يتقن التحدث بلغة المال والأعمال، متى كان في الكواليس، فلا يضيره أن يغتني على حساب انتهاك حقوق وحريات الآخرين، إلى أن يعود للأضواء ويضع قناعه المزيف، وليعود لرفع الشعارات الجوفاء التي يتغيا من ورائها ذر الرماد في العيون.
وأظهرت “ملفات بريداتور” أن فرنسا في عهد “إيمانويل ماكرون”، تنكرت لقيم الجمهورية الخامسة، ولتتعالى أصوات من داخلها تنتصر للحق مثل “Fabric Epelboin” وهو رجل أعمال فرنسي غرد على منصة “X” بما يلي “لقد أضحى مستعصيا إلقاء اللوم على المغرب بشأن “بيغاسوس” وقد بدا أن فرنسا تفعل ما هو أسوء بكثير بتحري سلوكيات غير مسؤولة ومدمرة للحرية تماما”.
في المقابل، انبرى موقع “Médiapart” إلى الإشارة إلى أن مسؤولون منتخبون فرنسيون وأمريكيون هم ضحايا لحملة تجسس على هواتفهم، بالبرمجية التي تبيعها شركة “Nexa” الفرنسية المدعومة من لدن الرئيس “إيمانويل ماكرون”، محيلة على أن هذه البرمجية تستحوذ على بيانات الهواتف الذكية وتشغل الكاميرا والميكروفون عن بعد لتسجيل ما يقع في محيط الأشخاص المستهدفين.
وفي خضم الفضيحة التي تلاحق “إيمانويل ماكرون”، ضرب الـ”إيليزي” حوله طوقا من صمت القبور، في انتظار أن تهدأ الزوبعة التي أثيرت والتي تكشف أن الجمهورية الخامسة فرطت في شرفها، وقد استباح من هب ودب جسدها، وآخرهم “الفتى الطائش”.