“تالويكاند 2025”.. أكادير تعيد الحياة إلى الذاكرة وتنصت لإيقاع الفرجات في الفضاء العام

Imou Media22 يونيو 2025
“تالويكاند 2025”.. أكادير تعيد الحياة إلى الذاكرة وتنصت لإيقاع الفرجات في الفضاء العام

“تالويكاند 2025”.. أكادير تعيد الحياة إلى الذاكرة وتنصت لإيقاع الفرجات في الفضاء العام

ن : عمر بالكوجا

تستعد مدينة أكادير لاستقبال الدورة الرابعة من مهرجان “تالويكاند” خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 29 يونيو 2025، في مبادرة تنظمها جمعية أكادير ميموري، بدعم من مجلس جهة سوس ماسة وجماعة أكادير. هذه التظاهرة الثقافية والفنية باتت موعداً سنوياً راسخاً يُعيد ربط المدينة بذاتها، وبسكانها، وبذاكرتها الفنية الحية.

“تالويكاند” ليس مهرجاناً بالمعنى الكلاسيكي، بل هو مشروع مجتمعي يشتغل على استعادة الفضاء العام عبر الفن، ويجعل من الذاكرة مادة للفرجة، ومن اللقاء لحظة للاعتراف والتعدد. كل دورة تأتي محمّلة بأسئلة الجمال، والانتماء، والتفاعل مع التحولات المعاصرة للمدينة.

برمجة تنبض بالتنوع والإبداع

تستقبل ساحة التامري بحي تلبرجت عروضاً موسيقية وفرجات أمازيغية بروح معاصرة، إلى جانب ورشات فنية تنخرط فيها كفاءات طلابية من المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والمعهد الوطني للفنون الجميلة.

للأطفال نصيب مهم من البرمجة، من خلال ورشتين بالمكتبة الوسائطية للمعهد الفرنسي: إحداهما رقمية، والثانية في فن الحكي، إلى جانب ورشة في فنون المكياج السينمائي من تأطير الفنان الدولي أسامة المهندز.

كما ستتوزع معارض للفن التشكيلي، والصور الفوتوغرافية، ومنصات للإبداع الشبابي والمنتوجات المحلية، بما يمنح للمدينة فضاءات مفتوحة للتعبير والتبادل الثقافي.

ذاكرة موسيقية وشعرية حية

تعود فرق موسيقية محلية عريقة كـتيتار، إزنزارن، المشاعل وأحمد أماينو لإحياء سهرات المهرجان، إلى جانب مجموعات شبابية صاعدة، وضيوف من خارج المغرب، مثل المجموعة البرتغالية Albaluna، مما يعكس الانفتاح الثقافي الذي يميز المهرجان.

الشعر أيضاً سيكون حاضراً بقوة من خلال أصوات معروفة كـنادية القاسمي، مصطفى أموموش، الحسن الكامح، وصالح آيت صالح، وذلك ضمن أمسية شعرية تستعيد الكلمة في قلب الفضاء العمومي بساحة سينما الصحراء.

بحث أكاديمي ومبادرات توثيقية

ومن بين لحظات الدورة، تقديم بحث أكاديمي أنجزته طالبة من أنزا، حول تأثير “تالويكاند” و”تالكيتارت” على الفضاء العام، من منظور فني وفكري، ما يعزز من مكانة المهرجان كمختبر ثقافي حي.

كما سيتم إطلاق مبادرة “الكتاب المستعمل” لتوثيق ذاكرة الكتبيين والمكتبات الشعبية، في محاولة لحماية مهنة ثقافية من الاندثار، وإعادة الاعتبار للكتب كوسائط للذاكرة والمعرفة.

فضاء مشترك للحوار والتنوع

“تالويكاند” هو أكثر من مجرد حدث فني؛ إنه دعوة مفتوحة للحوار، ومجال رحب للعيش المشترك، ومقاومة هادئة لعزلة العصر الرقمي من خلال لقاءات إنسانية تُعيد تشكيل روابط المدينة والناس.

من الفضاء العام، يولد المعنى… وفي “تالويكاند”، نلتقي من جديد لنصنع ذاكرةً جماعيةً لمدينة تستحق أن تُروى بكل حب.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.