بعد اسبانيا..المغرب يستورد اللحوم الحمراء من الأرجنتين
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تنويع مصادر الإمدادات الغذائية بعد اسبانيا، منح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) الضوء الأخضر لاستيراد لحوم الماعز والأغنام من الأرجنتين. يأتي هذا القرار في سياق ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في المغرب نتيجة الجفاف وارتفاع تكاليف الأعلاف، مما أثر بشكل كبير على القطيع الوطني.
واستند هذا الإجراء إلى اتفاق بين الحكومة المغربية ونظيرتها الأرجنتينية، في إطار التنسيق الذي يقوده رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، مع الفاعلين في سلاسل الإنتاج الفلاحي، خاصة قطاع اللحوم الحمراء.
وتمثل هذه الخطوة جزءًا من التحضيرات لانطلاق الموسم الفلاحي 2024-2025، في ظل تحديات خمس سنوات من الجفاف المتتالي.
وأصبحت الأرجنتين الآن ضمن قائمة الدول الـ46 المسموح لها بتصدير اللحوم الحمراء إلى المغرب، والتي تشمل دولًا مثل أستراليا، كندا، ونيوزيلندا، بعدما استوفت جميع الشروط الصحية والمعايير التي يعتمدها المغرب، بما فيها شهادة “حلال” لضمان مطابقة اللحوم للمعايير الدينية المحلية.
وتؤكد المصادر أن الشروط الصحية التي يعتمدها المغرب تتماشى مع معايير الاتحاد الأوروبي، وتشمل:
-شهادات صحية صادرة عن السلطات المختصة في بلد المنشأ.
-الالتزام بطريقة الذبح الإسلامي لضمان “الحلال”.
-إخضاع اللحوم المستوردة للتفتيش في مراكز متخصصة عند وصولها إلى المغرب.
علاوة على ذلك، يشترط على المستوردين توفير مخازن مخصصة للحوم المستوردة، لضمان الحفاظ على جودتها وسلامتها.
مع استهلاك سنوي للفرد يصل إلى 17 كيلوغرامًا من اللحوم الحمراء، يحتل المغرب موقعًا متقدمًا في إفريقيا من حيث استهلاك هذه المادة. إلا أن الجفاف وارتفاع تكاليف الأعلاف دفعا المملكة إلى زيادة الاعتماد على الواردات. ومن المتوقع أن تصل واردات اللحوم الحمراء إلى 40 ألف طن، وفق ما جاء في مشروع قانون المالية لعام 2025.
ويمثل دخول الأرجنتين السوق المغربية فرصة لتعزيز حضورها في شمال إفريقيا، لكنها تواجه منافسة قوية من دول أخرى مثل الاتحاد الأوروبي وأستراليا ونيوزيلندا. ويُعد هذا التنوع في مصادر الإمداد جزءًا من استراتيجية المغرب لضمان الأمن الغذائي وتخفيف حدة التوترات في السوق المحلية الناتجة عن ضعف الإنتاج الوطني وارتفاع الأسعار.
ويُظهر المغرب التزامًا قويًا بتأمين حاجياته الغذائية، معتمدًا على إجراءات مرنة لتنويع وارداته وتعزيز الشراكات الدولية. ويبقى استيراد اللحوم الحمراء من الأرجنتين خطوة محورية لضمان استقرار السوق الداخلية ودعم استدامة القطاع الفلاحي في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية.