المغرب يوقّع على عصره الدبلوماسي الذهبي: اختراق ذكي لأوروبا بروح الشراكة والاحترام

Imou Media16 أبريل 2025
المغرب يوقّع على عصره الدبلوماسي الذهبي: اختراق ذكي لأوروبا بروح الشراكة والاحترام

المغرب يوقّع على عصره الدبلوماسي الذهبي: اختراق ذكي لأوروبا بروح الشراكة والاحترام

تشهد الدبلوماسية المغربية في الآونة الأخيرة صحوة استراتيجية لافتة، تعكس نضجًا في الرؤية وذكاءً في التحرك على رقعة الشطرنج الجيوسياسية. فالمغرب، الذي لطالما نهج دبلوماسية متوازنة قائمة على مبادئ الوضوح والاحترام المتبادل، نجح اليوم في اختراق العمق الأوروبي وبلدان أوروبا الشرقية، ليس بالصوت العالي، بل بروح التعاون الحقيقي والمصالح المشتركة.

التحول الملحوظ في المواقف السياسية لعدد من دول أوروبا الشرقية – تجاه قضية الصحراء المغربية، هو دليل واضح على أن الديبلوماسية المغربية لم تعد تكتفي بردّ الفعل، بل أصبحت صانعة للموقف ومؤثرة فيه. والأهم من ذلك، أن هذا الاختراق لم يتم عبر لغة الهيمنة أو الابتزاز، بل عبر بوابة الاستثمار، والتبادل الثقافي، والتفاهم السياسي الهادئ.

في السنوات الأخيرة، عزز المغرب موقعه كـ”شريك موثوق” في ملفات الهجرة، الأمن، الطاقات المتجددة، وحتى في مكافحة الإرهاب. وفي زمن الأزمات الجيوسياسية، خصوصًا مع الحرب الروسية الأوكرانية، ظهرت دول أوروبا الشرقية أكثر انفتاحًا على شركاء موثوقين خارج الاتحاد الأوروبي، وهنا كان المغرب حاضرًا بذكاء، وبتاريخ من المصداقية.

ولم تقتصر هذه الصحوة على البعد السياسي فقط، بل رافقتها مبادرات اقتصادية وتجارية ومشاريع استثمارية جعلت من المغرب بوابة رئيسية نحو إفريقيا بالنسبة للعديد من العواصم الأوروبية.

إنها صحوة ديبلوماسية تجمع بين الثبات في المبادئ والمرونة في الوسائل، تضع المغرب في موقع متقدم كقوة إقليمية يحسب لها ألف حساب، وتحول ملف الصحراء المغربية من مجرد قضية “نزاع” إلى قضية تعاون واختيار سيادي تحترمه العواصم الكبرى.

هذه ليست مجرد مرحلة، بل مسار طويل من العمل الهادئ والبناء الصبور، يعيد رسم صورة المغرب في المخيال الأوروبي: شريك لا يُستغنى عنه، ودولة ذات رؤية، وقوة ناعمة تعرف متى تتكلم… ومتى تنتصر بالصمت.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.