الشارع المغربي ينتفض.. مطلب الرحيل يضع حكومة أخنوش أمام المحك

Imou Media3 أكتوبر 2025
الشارع المغربي ينتفض.. مطلب الرحيل يضع حكومة أخنوش أمام المحك

الشارع المغربي ينتفض.. مطلب الرحيل يضع حكومة أخنوش أمام المحك

لم تعد الاحتجاجات التي خرجت في عدد من المدن المغربية مجرد ردود فعل عابرة على غلاء الأسعار أو سوء الخدمات، بل تحولت إلى موجة غضب شعبي منظمة تقودها فئة الشباب، رافعة شعارا واحدا وواضحا: رحيل عزيز أخنوش وحكومته.

الوقفات التي شهدتها شوارع الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة، اتسمت بسلميتها وحسن تنظيمها، وشارك فيها طلاب وفاعلون مدنيون ومواطنون عاديون، جسدوا صورة احتجاج حضاري متنامي الوعي السياسي. الشعارات المرفوعة عكست عمق الأزمة: رفض للفساد والمحسوبية، استنكار لتوزيع المناصب على أساس الولاءات، وغضب من تدهور قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والتشغيل.

غضب يتجاوز شخص أخنوش

ورغم أن اسم رئيس الحكومة تصدر المشهد باعتباره المسؤول الأول، إلا أن الغضب الشعبي طال وزراء آخرين، وارتبطت أسماؤهم بأزمات حادة:

نزار بركة، الذي ارتبط اسمه بأزمة العطش.

وزير الصحة، الذي عد فاقدا للكفاءة.

وزير التربية الوطنية، المتهم بسوء التدبير.

المهدي بنسعيد، الذي تحول في نظر المحتجين إلى وزير منشغل بالتفاهات بدل قضايا الشباب.

وزير العدل، الذي وُجهت له انتقادات بسبب ضعف تدبيره لملفات حساسة تخص استقلال القضاء.

الناطق الرسمي مصطفى بيتاس، الذي اعتبره الشارع فاشلا في مهامه التواصلية وعاجزا عن إقناع الرأي العام.

كاتب الدولة لحسن السعدي، الذي وُصف في شعارات المحتجين بالتابع المطيع لرئيس الحكومة دون قيمة مضافة.

كما طالت الانتقادات أسماء أخرى ووصفت في الشعارات بأنها جزء من “حكومة الريع والزبونية”.

بعد أربع سنوات من عمر الحكومة، لم يعد الشارع يتحدث عن إصلاح مرتقب أو وعود مستقبلية، بل عن حصيلة كارثية: أسعار ملتهبة، بطالة متفاقمة، خدمات عمومية شبه منهارة، وأزمات اجتماعية غير مسبوقة. هذه الوقائع جعلت مطلب الرحيل يتكرر كخيار حتمي وليس مجرد شعار احتجاجي.

خلاصة المشهد الاحتجاجات الأخيرة تكشف أن المغرب أمام مرحلة سياسية دقيقة: شرعية الحكومة تآكلت في الشارع، والثقة بين الشعب والسلطة التنفيذية اهتزت بشكل عميق. استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بتصاعد الغضب واتساع رقعة الاحتجاج، بينما الاستجابة الفعلية لمطالب الشارع قد تشكل مدخلا لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتفادي الأسوأ.

إن رسالة الشارع واضحة: لم يعد الشعب يقبل بسياسات التبرير والتسويف. لقد حان وقت اتخاذ القرارات الجريئة، وأولها الاعتراف بفشل التجربة الحكومية الحالية وفتح أفق جديد يليق بانتظارات المغاربة.

ن عمر بالكوجا أكادير

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.