الذكرى 71 لليوم الوطني للمقاومة.. تخليد لبطولات الشهداء واستحضار لملحمة التحرر والاستقلال
يخلد الشعب المغربي، يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، الذكرى 71 لليوم الوطني للمقاومة، التي تزامن هذا العام مع الذكرى 69 للوقفة التاريخية للمغفور له الملك محمد الخامس بمقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء، ومع الذكرى الخالدة لاستشهاد البطل محمد الزرقطوني سنة 1954، في محطة سنوية ترمز إلى الوفاء لتضحيات أبناء الوطن في سبيل نيل الحرية والاستقلال.
ويجسد تخليد هذه الذكرى، التي تحظى برمزية تاريخية قوية، وقفة وفاء لأرواح الشهداء الأبرار الذين بذلوا الغالي والنفيس فداء للوطن، واستحضارا للملاحم البطولية التي صنعت مجد المغرب الحديث، ورسخت قيم الوطنية الصادقة والنضال الصلب من أجل السيادة والكرامة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، السيد عبد الكريم الزرقطوني، أن الشهيد محمد الزرقطوني سيبقى عنوانًا خالدًا للكفاح الوطني، مشيرا إلى أنه “سقط شامخا شموخ جبال الأطلس”، بعد أن ألحق ضربات موجعة بقوى الاستعمار وأعوانه.
واعتبر أن اللحظة التي أقدمت فيها فرنسا على نفي الملك الشرعي محمد الخامس سنة 1953، كانت نقطة تحول في مسار الزرقطوني، حيث تحولت نضالاته إلى “بركان عارم” واجه بها المستعمر الفرنسي وجعل من وجوده في المغرب جحيما لا يطاق، ورفع سقف المقاومة الشعبية إلى مستويات غير مسبوقة.
وأضاف الزرقطوني أن معركة المقاومة كانت شاقة، والمواجهة ضارية، لكن الإرادة الشعبية كانت صلبة، متلاحمة مع الإرادة الملكية، لتصنع ملحمة وطنية مجيدة تُوجت بثورة الملك والشعب، التي أجبرت المستعمر على الاعتراف بحق المغاربة في الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية.
وأكد أن ذكرى استشهاد محمد الزرقطوني تُعد مناسبة متجددة لاستخلاص الدروس، واستلهام معاني الوطنية والتضحية، وتربية الأجيال الجديدة على القيم التي أسس لها شهداء الوطن، وفي طليعتهم الزرقطوني ورفاقه من رجال المقاومة وجيش التحرير.
وككل سنة، تشهد مختلف مناطق المملكة تنظيم فعاليات تخليد هذه الذكرى، من مهرجانات خطابية وندوات تواصلية مع أسرة المقاومة، إلى جانب أنشطة تربوية وثقافية، تهدف إلى ترسيخ الذاكرة الوطنية وتعزيز الانتماء للوطن والتشبث بمقدساته.
إنه يوم لتجديد العهد مع رموز النضال الوطني، وللتأكيد على أن المغرب لا ينسى رجاله ونسائه الذين ناضلوا، واستشهدوا، من أجل أن يبقى الوطن حرًا، موحدًا، وسيدًا على أرضه وتاريخه.