الجمعية المغربية لرياضة “جيت سكي” بأكادير.. إشعاع دولي وإسهام في الترويج السياحي لعاصمة سوس
منذ تأسيسها سنة 2010، أسهمت الجمعية المغربية لرياضة “جيت سكي” بأكادير بشكل فعال في تعزيز إشعاع المدينة على الصعيدين الوطني والدولي، من خلال تنظيمها لتظاهرات ومنافسات رياضية استقطبت آلاف الممارسين من خارج المغرب، أبرزها كأس محمد السادس للجيت سكي والتي تنظم كل سنة بشاطئ أكادير، ما ساهم بشكل ملموس في تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية.
وتمكن شباب الجمعية من تحقيق نتائج مشرفة في المحافل الوطنية و الدولية، كما نال حليم العايدي، رئيس الجمعية المغربية للجيت سكي بأكادير، شرف رئاسة الجامعة الملكية المغربية للمحركات النارية المائية، وكذلك عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للعبة، ما يعكس التقدير الدولي الذي تحظى به الجامعة الملكية بفضل كفاءتها وحكامتها الجيدة في التنظيم والتدبير، وهي السمعة التي أصبحت مرتبطة بنادي أكادير لرياضة “جيت سكي”.
وفي تصريح لحليم العايدي، خص به الجريدة، أكد أن هذه الرياضة لم تعد، كما كان يُعتقد، حكرا على النخبة، بل إن “رياضة الجيت سكي متاحة للجميع، ونادي الجمعية المغربية للجيت سكي بأكادير يوفر برامج تدريبية وخدمات متعددة في إطار نظام الانخراط وبرنامج دراسة ورياضة وكذلك تُعد هذه المبادرات فرصة مهمة للشباب لتعلّم مهارات متنوعة ومهنٍ متخصصة، تمكّنهم من الحصول على فرص عمل واعدة داخل المنتجعات الشاطئية، بما يساهم في تعزيز قدراتهم العملية واندماجهم في سوق العمل السياحي.
وأضاف العايدي أن طموحات الجمعية تمتد إلى جعل هذه الرياضة رافعة حقيقية تساهم في الإقلاع التنموي المحلي، تماشيا مع المشاريع الكبرى التي أعطى الملك محمد السادس انطلاقتها ضمن مخطط التنمية الحضرية لأكادير.
ولم يتوقف الطموح عند حدود التنافس والتمثيل، حليم العايدي دفعه حبه العميق لهذه الرياضة إلى تأسيس الجمعية المغربية للجيت سكي بأكادير في سنة 2010، ثم مواصلة المسار بإنشاء أكاديمية متخصصة تعتبر الأولى من نوعها في المغرب، تعنى بالتكوين والتأطير الاحترافي في هذا المجال،وخير مثال على نجاح هذه التجربة هو إقدام بعض الأندية في دول عربية، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، على تبنّيها وتعميمها ، وقد تُوّج هذا المسار بتكريم خاص حَظي به حليم العايدي من قِبل حاكم إمارة الشارقة، وذلك بمناسبة نهائي بطولة العالم للقوارب السريعة (F1) في الموسم المنصرم.
وتمثل هذه الأكاديمية خطوة استراتيجية تستهدف بالدرجة الأولى أبناء مدينة أكادير، من خلال توفير بيئة تدريبية متكاملة تمكن الأطفال والناشئة من تعلم أساسيات رياضة الجيت سكي بالشكل الصحيح، واكتساب المهارات التقنية والبدنية التي تؤهلهم لممارسة هذه الرياضة وفق منهجية احترافية سليمة منذ الصغر، تحت إشراف الإدارة التقنية للجامعة الملكية المغربية للمحركات النارية المائية.
وقامت الأكاديمية، وفق حليم العايدي، بترتيب برنامج تدريبي متميز يمزج بين الجانب النظري والتطبيقي، وكذلك توفير التدريب الشخصي للمنتسبين للأكاديمية للنهوض بمستوياتهم، بالإضافة إلى التركيز على أن يكون التدريب شاملا ويسهم في بناء الانسان بدنيا وعقليا، مع تخصيص حصص للطلبة المتميزين لصقل مواهبهم وتأهيلهم بشكل احترافي، إلى جانب حصص خاصة بالعنصر النسوي تؤطرها مدربات الأكاديمية.
وتعمل الجمعية تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للمحركات المائية والجامعة الدولية للعبة، وفق ضوابط وقوانين صارمة فيما يخص التأمين والبرنامج التدريبي، الذي تشرف عليه أطر مؤهلة ومختصة في المجال، وستمكن مختلف الممارسين سواء تعلق الأمر بالهواة أو المتنافسين من رخص مارسة رسمية تشمل التأمين مع إمكانية المشاركة في البطولة الوطنية للجيت سكي والمُنظمة من طرف الجامعة الملكية المغربية للمحركات النارية المائية.
الرياضات المائية.. والترويج السياحي لمدينة أكادير
ولا تقف أهمية هذه المبادرات، حسب حليم العايدي، عند البعد الرياضي فقط، بل تتجاوز ذلك لتساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال الرياضة السياحية، باعتبار أن أنشطة مثل “الجيت سكي” تستقطب عددا متزايدا من الزوار والسياح، سواء كانوا ممارسين أو متابعين للمنافسات، وهذا ما ينعكس إيجابا على القطاعات المرتبطة مثل الإيواء، النقل، المطاعم، والترويج للوجهة السياحية… وهكذا، تتحول الرياضة إلى أداة فعالة لدعم التنمية المستدامة وخلق فرص الشغل، خاصة في مدن ساحلية مثل أكادير.
وإذا كانت أكادير بمؤهلاتها السياحية المتنوعة تستقطب هواة الرياضات المائية عموما، و”جيت سكي” خاصة، فإن اختيار مواقيت المنافسات الدولية الخاصة بهذه الرياضة يلعب دورا هاما في إنعاش الحركة السياحية بالمدينة.
ويقول العايدي في هذا الصدد: “نختار تنظيم البطولات من شهر شتنبر إلى شهر ماي، ومعروف التراجع السياحي الذي تشهده المدينة خلال هذه الفترة، مما يُساهم في تحريك العجلة الاقتصادية والسياحية بأكادير، فالرياضة شرط أساسي في الترويج السياحي، ومن شأن التظاهرات المقبلة، لاسيما كأس محمد السادس للجيت سكي هاته السنة، في إطار شراكات دولية (أكثر من 25 ناديا)، أن تساهم في إنعاش والترويج لوجهة أكادير”.
تظاهرات عالمية إذن تحتضنها مدينة أكادير في مجال رياضة “جيت سكي”، تشهد مشاركة أزيد من 30 دولة، وهي المنافسات التي يصفها العايدي بـ”المهمة جدا” تعتبر محطة مهمة في البرنامج السنوي للاتحاد الدولي ، والتي لا يمكن أن تنال ذلك النجاح المتوالي، إلا بفضل العناية المولوية السامية للملك محمد السادس”، مضيفا أن “مواصلة النهوض بهذه الرياضة النبيلة تقتضي التفاتة عدد من المؤسسات الأخرى، الخاصة والعامة، لدعمها، وبالتالي الإسهام في زيادة جرعات الإشعاع السياحي.
شكر وامتنان
وفي ختام حديثه، أعرب حليم العايدي عن شكره وعميق امتناته لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على دعمه لرياضة الجيت سكي، وإعطائها إشعاعا وشعبية في أوساط الشباب.
كما تقدم العايدي أيضا بالشكر الجزيل لكل الفعاليات السياسية والاقتصادية بالجهة، وعلى رأسها السيد سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، الذي يعطي أهمية كبيرة لتطوير وتعزيز ثقافة الرياضات البحرية بصفة عامة.