التعاون العسكري المغربي-الأمريكي يتعزز بانضمام الرباط إلى برنامج التدريب القتالي المتقدم P5CTS

Imou Media12 يونيو 2025
التعاون العسكري المغربي-الأمريكي يتعزز بانضمام الرباط إلى برنامج التدريب القتالي المتقدم P5CTS

التعاون العسكري المغربي-الأمريكي يتعزز بانضمام الرباط إلى برنامج التدريب القتالي المتقدم P5CTS

في خطوة استراتيجية جديدة تعكس عمق الشراكة الدفاعية بين الرباط وواشنطن، أعلن البنتاغون انضمام المملكة المغربية إلى برنامج التدريب الجوي القتالي المتقدم P5 Combat Training System (P5CTS)، وهو أحد أكثر الأنظمة تطورًا على مستوى العالم، وذلك إلى جانب دول حليفة على غرار أستراليا، المملكة العربية السعودية، ومصر.

ويمثل هذا الانضمام تتويجًا لمسار طويل من التعاون الثنائي في المجال العسكري، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التكامل العملياتي والتقني بين سلاح الجو المغربي ونظيره الأمريكي، بما يعكس مستوى الثقة المتبادل ويعزز الجاهزية القتالية للقوات المسلحة الملكية.

يعتمد نظام P5CTS على تقنيات محاكاة متقدمة (ACMI)، تسمح بتسجيل البيانات القتالية في الزمن الحقيقي، ما يوفر إمكانيات دقيقة لتحليل المناورات وتقييم الأداء، إضافة إلى تعزيز قدرات التشغيل البيني مع الطائرات القتالية من الجيل الخامس مثل F-35.

ويضع هذا التطور المغرب ضمن نادي الدول التي تستعد بجدية للتعامل مع سيناريوهات المعارك الجوية المستقبلية المعقدة، خصوصًا في ظل النزاعات عالية الكثافة والتحديات الأمنية المتصاعدة في محيطه الإقليمي.

وتأتي هذه الخطوة في سياق التحديثات الواسعة التي شهدتها القوات المسلحة الملكية خلال العقدين الأخيرين، والتي شملت تطوير البنية التحتية، والقدرات القتالية، وتعزيز التعاون مع الحلفاء الاستراتيجيين. ومن المنتظر أن تستفيد طائرات F-16 المغربية، التي خضعت لتحديثات تقنية شاملة، من هذا النظام المتقدم، مما يرفع من جاهزيتها وكفاءتها في ساحات القتال الحديثة.

انضمام المغرب إلى هذا البرنامج لا يمكن فصله عن الإطار الأوسع للعلاقات الأمنية المغربية-الأمريكية. فالمملكة تُعد حليفًا رئيسيًا من خارج حلف شمال الأطلسي (NATO)، وتستضيف سنويًا مناورات “الأسد الإفريقي”، كما تحتضن منشآت استراتيجية للتدريب واللوجستيك، وتشارك بفعالية في جهود محاربة الإرهاب وضبط الحدود.

ويؤكد العقد الممتد حتى عام 2032 التزامًا طويل الأمد بين الجانبين، كما يعكس ثقة واشنطن في قدرة الرباط على مواكبة التطورات التكنولوجية العسكرية. ومن اللافت أن المغرب يعتمد على آلية برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) لتمويل المشروع، ما يعكس متانة العلاقات المؤسسية بين وزارتي الدفاع في البلدين.

ويُتوقع أن يشكل هذا الانخراط دفعة قوية لجهود المغرب في تعزيز أمنه القومي ورفع كفاءة قواته الجوية، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات أمنية متسارعة وتنافسًا حادًا على النفوذ العسكري والتقني.

ومع انضمامه إلى P5CTS، يثبت المغرب مجددًا مكانته كشريك أمني موثوق به في إفريقيا وحوض المتوسط، وفاعل رئيسي في رسم توازنات دفاعية جديدة، تتطلب تطورًا مستمرًا في القدرات التكنولوجية والجاهزية العملياتية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.