احتجاجات حاشدة بمنطقة “أوربيع” بإقليم بني ملال: الساكنة تطالب بفك العزلة وتوفير ضروريات الحياة
ن : عمر بالكوجا أكادير
شهدت منطقة أوربيع، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم بني ملال، صباح اليوم الإثنين 4 غشت 2025، مسيرة احتجاجية شعبية حاشدة، حيث خرج المئات من سكان المنطقة في اتجاه مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، في خطوة تصعيدية للتنديد بما وصفوه بـ”الظروف المعيشية الكارثية” التي تحاصرهم منذ سنوات، دون أي استجابة ملموسة من الجهات المعنية.
ورفع المحتجون شعارات قوية تندد بالتهميش والإقصاء، مطالبين بتوفير الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم، وعلى رأسها الماء الصالح للشرب، الكهرباء، والمسالك الطرقية، بالإضافة إلى تحسين الخدمات التعليمية والصحية التي تعرف نقصاً حاداً بالمنطقة.
وأكد عدد من المواطنين المشاركين في المسيرة، في تصريحات متفرقة، أن منطقتهم تعيش “على هامش التنمية”، رغم تصنيفها ضمن المجال الحضري، مشيرين إلى أن واقعهم اليومي يشهد غياب شبه تام للمرافق العمومية والبنية التحتية الأساسية، ما يجعلهم في عزلة عن باقي مناطق الإقليم.
وأوضح محتجون أن الوصول إلى المواد الغذائية والخدمات الطبية يُعد تحديًا يوميًا، في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار المواد الأساسية وانعدام وسائل النقل المنتظمة، مما يفاقم الوضع الاجتماعي ويكرس الفوارق المجالية.
وفي هذا السياق، استحضر عدد من المتظاهرين مضامين الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش، والذي أكد فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أن “المغرب لا يمكن أن يسير بسرعتين”، في إشارة قوية إلى ضرورة تحقيق التوازن بين مختلف جهات المملكة، وتقليص الفجوات التنموية والمجالية التي تعاني منها عدد من المناطق.
وقد عبر المحتجون عن أملهم في أن تلقى مطالبهم آذانًا صاغية، داعين السلطات الإقليمية والجهوية إلى اتخاذ تدابير استعجالية لإنقاذ المنطقة من هذا الواقع الذي وصفوه بـ”المخزي والمهين”، مطالبين بتخصيص برامج تنموية ميدانية تراعي خصوصية المنطقة واحتياجات ساكنتها.
ويُنتظر أن تثير هذه المسيرة انتباه المسؤولين، خاصة وأنها تعكس حالة احتقان اجتماعي باتت تتكرر في عدد من المناطق القروية، وسط تساؤلات عن مدى نجاعة السياسات العمومية في تحقيق العدالة المجالية والعيش الكريم للمواطنين.
