أيت ملول تحت وطأة العبث: أشغال مياه بمليارات السنتيمات تتحول إلى جحيم يومي للسكان
ن عمر بالكوجا أكادير
في مدينة أيت ملول، تحوّلت أشغال تقوية صبيب المياه إلى مصدر غضب واستياء شعبي واسع، بعد أن أشرفت عليها الشركة الجهوية متعددة الخدمات SRM، التي حلت محل “RAMSA”، وبدت وكأنها تكرس الفشل بدل أن تعزز البنية التحتية.
المشروع، الذي ساهمت فيه الجماعة بأكثر من 3.5 مليار سنتيم، وهو مبلغ يفوق ميزانية سنوية لعدد من الجماعات المحلية، كان من المفترض أن يشكّل قفزة نوعية، إلا أنه أصبح اليوم عنواناً للعبث ورداءة الإنجاز.
احد المستشارين الجماعيين ، شدد على أن ما يجري هو استمرار لمنطق قديم، لم يتغير سوى الاسم، فيما بقيت طرق التدبير والخدمات على حالها، مع غياب كامل لاحترام دفتر التحملات، محملاً مسؤولية الوضع مؤسسات الرقابة والجماعة على حد سواء. وأكد أن المعاينة الميدانية في حي أزرو درب القبلت كشفت مشاهد صادمة أشبه بـ”مخلفات حرب أهلية”، حيث تُترك الأزقة مدمّرة ولا تُعاد إلى وضعها الأصلي، بل أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل الأشغال.
السكان عبّروا عن غضبهم المتزايد، خاصة مع ارتفاع فواتير الماء والكهرباء بشكل غير مبرر، حيث تدفع بعض الأسر ما يقارب 600 درهم مقابل مياه بالكاد تصل لمنازلهم، فيما تجاوزت فواتير الكهرباء 700 و800 درهم، رغم الاستهلاك الفعلي المحدود.
المأساة تتواصل في حي القدس، حيث تُركت قنوات مياه تالفة دون إصلاح، مسببة فيضانات متكررة وانبعاث روائح كريهة، واضطر بعض السكان لإصلاح الأعطاب على نفقتهم الخاصة، مع انهيار الإصلاحات سريعاً بعد أشهر قليلة.
الأشغال الجارية شوهت المشهد الحضري بالكامل: شوارع محفّرة، أرصفة مدمّرة، أتربة وبقايا مواد بناء متراكمة، في غياب أي التزام بالمعايير التقنية والجمالية، أو احترام آجال الإنجاز.
لميني أكد أن مليارات الصرف العام لم تحقق أي أثر إيجابي، وأن استمرار هذا النهج من العبث يفاقم عزوف المواطنين، خاصة الشباب، عن السياسة وثقتهم في المؤسسات، مطالباً السلطات الوصية بالتدخل العاجل لإعادة الاعتبار للأحياء وضمان حقوق السكان في العيش الكريم.
السكان يؤكدون اليوم أن وضعية حيهم قبل الأشغال كانت أفضل بكثير مما آل إليه الآن، ويعتبرون ما يحدث إساءة صارخة للمال العام وكرامتهم اليومية، مطالبين بإيقاف هذه الفوضى قبل أن تتحول المدينة إلى حقل تجارب عبثية على حساب حقوق المواطنين.