أولاد تايمة على صفيح ساخن: تحويل عقار “شركة دارتي” يفتح ملف تضارب المصالح من جديد
ن : عمر بالكوجا أكادير
تعيش مدينة أولاد تايمة على وقع جدل عقاري جديد، بعدما تم تحويل العقار المعروف باسم “شركة دارتي للحليب الصافي” بحي الكليتة من مشروع اقتصادي كان مخصصاً لإنعاش سوق الشغل المحلي، إلى تجزئة سكنية خاصة.
التحويل الذي شمل تغييرات جذرية على تصميم التهيئة، أثار مخاوف واسعة من استغلال النفوذ وتضارب المصالح، خصوصاً بعد توسيع واجهة العقار على حساب مساحات خضراء وتجهيزات عمومية كانت مبرمجة لفائدة الساكنة.
مصادر محلية أكدت أن رئيسة المجلس الجماعي، بصفتها مالكة للعقار وعضواً باللجنة الإقليمية التي صادقت على التعديلات، لعبت دوراً محورياً في تمرير هذا القرار، ما اعتبره متتبعون خرقاً لمبدأ الحياد والتجرد المفترض في تدبير الشأن العام.
الملف بات اليوم على طاولة السلطات الوصية، وسط مطالب متزايدة من فعاليات مدنية وحقوقية بفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات، على غرار ما وقع في عمالة إنزكان أيت ملول حيث تم تفعيل المساطر القانونية في ملفات مشابهة.
ويرى مراقبون أن ما وقع في أولاد تايمة اختبار حقيقي لجدية وزارة الداخلية في تنزيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، خاصة في ظل تصاعد أصوات تطالب بحماية ما تبقى من العقار العمومي ووقف زحف التجزئات السكنية على حساب المرافق الاجتماعية.
ويبقى السؤال معلقاً: هل ستتدخل الوزارة لوضع حد لتغوّل المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة؟ أم أن الملف سيمر مرور الكرام كما حدث في ملفات أخرى لم تعرف طريقها إلى القضاء؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.