أشنكلي في قلب رهانات الجهوية المتقدمة: هل تنصف خارطة الطريق هوامش جهة سوس ماسة؟
في خضم الدينامية الوطنية لإعادة تفعيل ورش الجهوية المتقدمة، شارك كريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، يوم الجمعة 11 أبريل 2025 بالرباط، في الاجتماع الدوري الذي ترأسه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، بحضور ولاة ورؤساء مجالس الجهات.
هذا الاجتماع الذي يأتي تتويجاً للمسار التشاوري الوطني، خُصص لعرض مشروع خارطة الطريق الخاصة باستكمال تفعيل الجهوية المتقدمة، وفق التوجيهات الملكية السامية التي أكد عليها الملك محمد السادس في رسالته الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للجهوية، المنعقدة بطنجة في دجنبر 2024.
وتسعى خارطة الطريق إلى تجاوز الإكراهات البنيوية والهيكلية التي أخرت التفعيل السليم للجهوية، وذلك من خلال مأسسة مخرجات المناظرة، وتفعيل الاتفاقيات الأربع الموقعة، إلى جانب توصيات ذات طابع استراتيجي وتنفيذي.
حضور سياسي… ومسؤولية تنموية
مشاركة أشنكلي لم تكن بروتوكولية فحسب، بل تضعه في صلب الرهانات المرتبطة بتحقيق عدالة مجالية داخل جهة سوس ماسة، خاصة في ظل استمرار الفوارق بين المركز (أكادير) والمناطق الهامشية، وعلى رأسها إقليم اشتوكة أيت باها، الذي يعاني من نسب فقر وهشاشة مرتفعة.
فبحسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط يُسجل إقليم اشتوكة أيت باها معدلاً للفقر متعدد الأبعاد يتجاوز 14%، مقارنة بمعدل وطني يناهز 8.2%. كما تشير تقارير التنمية البشرية إلى ضعف البنيات التحتية في جماعات قروية مثل “آيت ميلك”، “تنالت”، و”أوكنز”، ايت مزال المهمشة، حيث تعاني الساكنة من نقص في المرافق الصحية، التعليمية وطرق الربط الطرقي، والقناطر المهترئة.
ساكنة تنتظر تفعيل الجهوية كأداة للإنصاف
تُعول ساكنة هذه المناطق على رئيس الجهة ليكون صوتاً لها داخل النقاش الوطني حول الجهوية، والعمل على ضمان إدماج هذه المناطق ضمن الأولويات المستقبلية لخارطة الطريق. فالرهان اليوم ليس فقط على التنمية الاقتصادية، بل على تمكين الساكنة من الحق في التمدرس، العلاج، والنقل كحد أدنى من شروط الكرامة المجالية.
ما بين الخطاب والواقع: اختبار الإرادة السياسية
رغم التوافق المبدئي الذي خلص إليه اجتماع الرباط حول مضمون خارطة الطريق، يبقى التحدي الحقيقي في قدرة الفاعلين الجهويين وعلى رأسهم رؤساء الجهات على تعبئة الموارد وتجاوز البيروقراطية المركزية، وترجمة الشعارات إلى برامج ميدانية ملموسة.
ومع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، تبدو الجهوية المتقدمة ورقة حاسمة لاختبار صدقية المنتخبين ومدى التزامهم بخدمة المجال والمواطن، خاصة في جهات كالجنوب التي تطمح إلى استعادة التوازن التنموي في المغرب.
م : إدريس بنمسعود
ن : عمر مرية بالكوجا