أزمة التحكيم تهزّ الدوري المغربي.. اتهامات زمرات تفجر مواجهة مفتوحة بين رضوان جيد والعصبة الاحترافية
لم تهدأ بعدُ العاصفة التي اجتاحت كواليس كرة القدم الوطنية، بعد التصريحات المثيرة التي أدلى بها المدرب السابق لفريق اتحاد تواركة، عبد الواحد زمرات، والتي اتهم فيها مدير مديرية التحكيم رضوان جيد بـ”التدخل في نتائج المباريات” وتوجيه الحكام خلال بعض اللقاءات الحساسة، أبرزها المواجهة التي جمعت الفريق بـالمغرب الفاسي.
المدرب زمرات، الذي تقدّم باستقالته رفقة المدير الرياضي عادل متني ورئيس قسم كرة القدم بالنادي عبد المالك عنبري، قال إن فريقه كان ضحية “تلاعبات خارجية” أثرت على مسار النتائج، خاصة بعد الهزيمة الأخيرة أمام نهضة الزمامرة بهدفين لهدف واحد، وهي المباراة التي كانت الشرارة الأولى لانفجار الأزمة.
ردّ رضوان جيد لم يتأخر، وجاء قوياً ومحمّلاً بنبرة حزم غير مسبوقة. ففي تصريحات نارية يوم الثلاثاء، نفى جيد بشكل قاطع كل ما نُسب إليه، معتبراً أن ما جاء على لسان زمرات “ادعاءات خطيرة تفتقر إلى الدليل”، مؤكداً في الآن ذاته استعداده الكامل لتحمل أي عقوبة إذا ثبتت صحتها. وقال بالحرف:
“أنا مستعد للمساءلة، وهاتفي رهن التحقيق. من لديه دليل فليقدمه. لا يمكن لأي شخص مسؤول أن يُتهم بهذه الطريقة دون برهان”.
وأضاف جيد أن “عبء الإثبات يقع على من يدّعي”، مؤكداً أن جميع الحكام الذين أداروا اللقاء المعني “مستعدون للتعاون الكامل مع أي تحقيق رسمي”.
من جهتها، العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم (LNFP)، برئاسة عبد السلام بلقشور، دخلت على خط الأزمة بسرعة، معلنة تقديمها شكاية رسمية للجهات الأمنية والقضائية قصد فتح تحقيق شامل في الاتهامات التي هزّت صورة التحكيم المغربي.
وأكد بلقشور أن العصبة تتعامل بجدية مع الملف، قائلاً:
هذه مزاعم بالغة الخطورة، ولا يمكننا التغاضي عنها. نحن مع استقلالية الحكام ونزاهة المنافسة، وسنذهب بالقضية حتى نهايتها القانونية .
وتأتي هذه التطورات في ظرفية دقيقة يعيشها التحكيم المغربي، حيث تتزايد الانتقادات حول أداء بعض الحكام ومستوى الشفافية في القرارات المتخذة داخل الملاعب. مراقبون يرون أن هذه القضية قد تشكّل منعطفاً حاسماً في إصلاح منظومة التحكيم، في حال جرى التحقيق فيها بجدية وشفافية.
وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، تبقى كرة النار بين أيدي الجهات الرسمية، فيما يترقب الشارع الرياضي المغربي بحذرٍ نتائج هذه القضية التي وُصفت بأنها الأخطر منذ سنوات في تاريخ التحكيم الوطني، لما تحمله من أبعاد قانونية وأخلاقية تمسّ مصداقية اللعبة الأكثر شعبية في البلاد.
ن عمر بالكوجا أكادير



































