كاتدرائية إشبيلية وبرج الخيرالدا يُعتبران من أبرز معالم المدينة، حيث يجسّدان تمازج العمارة الإسلامية والمسيحية. الكاتدرائية، التي شُيّدت بين عامي 1401 و1519، بُنيت على أنقاض المسجد الكبير في إشبيلية، وتُعتبر من أكبر كاتدرائيات العصور الوسطى من حيث المساحة والحجم. تتميز بتصميمها الداخلي المزخرف ببذخ وكميات كبيرة من الذهب.
برج الخيرالدا، الذي كان في الأصل مئذنة بُنيت في عهد الموحدين عام 1195، تحول إلى برج أجراس للكاتدرائية بعد استعادة المدينة. يبلغ ارتفاعه حوالي 97.5 مترًا، ويُعتبر رمزًا لإشبيلية، حيث صُمم بدون سلالم، بل بمنحدرات لتمكين المؤذن من الصعود على ظهر حصان.
تستقطب الكاتدرائية وبرج الخيرالدا آلاف السياح يوميًا، حيث يتميز الموقع بتنظيم دقيق يتيح للزوار استكشاف المكان عبر جولات مرشدة بلغات متعددة، مع إمكانية الحجز المسبق لتجنب طوابير الانتظار الطويلة. داخل الكاتدرائية، يلفت الانتباه ضريح كريستوفر كولومبوس، حيث يُعتقد أن رفات المستكشف الشهير يرقد هناك، في نصب تذكاري يرمز لعصر الاكتشافات الإسبانية.
توفر إشبيلية خيارات إقامة متنوعة بالقرب من المعلم، من الفنادق الفاخرة إلى البيوت التقليدية ذات الطراز الأندلسي، حيث يستمتع الزوار بتجربة تجمع بين الراحة والأصالة التاريخية. الصعود إلى قمة برج الخيرالدا يمنح إطلالة بانورامية مذهلة على المدينة، ما يجعل الزيارة تجربة تجمع بين الجمال الفني والمشهد الحضري الأخاذ.
إشبيلية، التي تحتضن هذا الإرث المعماري الفريد، لا تزال وجهة سياحية رئيسية، حيث يلتقي عبق التاريخ بجمال الحاضر، في مدينة تنبض بروح الأندلس
بقلم الحسين وايشو