“بين الإهمال والخطر: حرق الأزبال يحاصر المرضى والموظفين داخل مصحة الضمان الاجتماعي بأكادير”
ن : عمر بالكوجا
في مشهد يتكرر بشكل يومي ويثير القلق، يعيش عدد من المرضى والمستخدمين والأطر الطبية بمصحة الضمان الاجتماعي بمدينة أكادير معاناة مستمرة بسبب إحراق الأزبال وأوراق الأشجار من طرف إحدى البنايات المجاورة. الظاهرة، التي تحولت إلى عادة شبه يومية، تتسبب في تصاعد دخان كثيف وروائح خانقة تخترق جميع اقسام وأروقة المصحة الصحية وتؤثر مباشرة على صحة المتواجدين بها.
عدد من المرضى، لا سيما أصحاب الأمراض التنفسية والمزمنة، أكدوا في تصريحات متفرقة أن الدخان المتصاعد يؤدي إلى حالات اختناق حادة وتفاقم حالتهم الصحية. كما عبر مستخدمون وأطر طبية عن استيائهم من هذا الوضع “غير الإنساني” ويبقى الكل يتساءل هل المسؤولون مزودين بأنوف خاصة لا تلتقط الروائح، أو أن الاهتمام بـ”الصفقات والطلاء” أولى من صحة البشر!
والمثير كذلك للدهشة ، أن إدارة المؤسسة لم تبادر إلى اتخاذ أي إجراء ملموس لوقف هذه الكارثة الصحية، بل إن تركيزها ينصب، على ما يبدو، على عمليات الترميم والتجهيز وصفقات أخرى مثيرة للتساؤل، في وقت يتم فيه التغاضي عن أبسط مقومات بيئة العمل السليمة وضمان راحة المرضى والمستخدمين.
وأمام هذا الوضع الخطير بات من الضروري المطالبة بتدخل عاجل من طرف وزارة الصحة والسلطات المحلية ومصالح حماية البيئة ، لوضع حد لهذا التسيب، وضمان احترام الحق في الصحة والعيش في بيئة سليمة، كما ينص عليه الدستور المغربي والمواثيق الدولية.
فهل تتحرك الجهات المعنية لحماية ما تبقى من كرامة المواطنين داخل مؤسسات يفترض أن تكون ملاذا للراحة والعلاج، لا بؤرًا للتلوث والمعاناة اليومية؟
